السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اريد من المكتب أن يجيبني بكل صدق بخصوص كتاب رجال ابن الغضائري
هل هو كتاب معتبر ام لا ( نظرا بموافقته الطوسي والنجاشي) لكن هل هو كتاب معتبر؟
واريدكم عن اذنكم فقط تزويد مصادر تضعيف الكتاب ، وهل هو فعلا منسوب لابن الغضائري( مع دليل سو سمحتم) وشكرا ❤️🩹
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
رجال ابن الغضائري أو الضعفاء كتاب في علم الرجال، يُنسب إلى ابن الغضائري، من أعلام الرجاليين والمحدثين في القرنين الرابع والخامس الهجري. يعتبر الكتاب من المصادر الأساسية عند رجال الشيعة. يرى بعض علماء الشيعة إنَّ ابن الغضائري هو المعتمد في مقام الجرح والتعديل، أكثر من النجاشي والشيخ الطوسي.
حيث تم في هذا الكتاب تضعيف الرواة الذين نقلوا كرامات الأئمة؛ ولهذا السبب انتقده بعض علماء الشيعة ومنهم العلامة المجلسي.
وقد ورد في الكتاب ذكر 225 راوي للحديث عند الشيعة، تم ذكرهم على شكل ترتيب الحروف الألف بائي.
المؤلف والمحتوى
أحمد بن الحسين الغضائري
هو أحمد بن حسين بن عبيد الله الغضائري، والمعروف بأبن الغضائري، وهو الذي يُنسب إله كتاب رجال ابن الغضائري، المحدث والرجالي الإمامي في القرن الرابع والخامس الهجري.[١] سمّي الكتاب أيضاً باسماء أخرى وهي كتاب «الجرح» وكتاب «الضعفاء».[٢] وذكروا أنَّ أول من تحدث عن هذا الكتاب ونسبه إلى ابن الغضائري هو أحمد بن طاووس الحلي (673 هـ).[٣] ونسب محمد تقي التستري إلى ابن الغضائري كتابين في الممدوحين والمذمومين.[٤] ويحتوي الكتاب على فصلين.[٥]
الاختلاف في مؤلف الكتاب
يوجد خلاف بين العلماء حول مؤلف الكتاب: فذهب مشهور علماء الشيعة أنَّ مؤلف الكتاب هو ابن الغضائري، وذهب البعض إلى أنه من تأليف والده، وذهب آخرون أنه من تأليف خصوم الشيعة:
أحمد بن الحسين الغضائري: استند المؤيدون في نسبة الكتاب إلى ابن الغضائري على ما ذكره الشيخ الطوسي في الفهرست بوجود كتابين في الرجال لأبن الغضائري،[٦] وأيضا كثرة النقل من قبل بعض علماء الرجال، من أمثال النجاشي والعلامة الحلي من الكتاب، دليل على أنه من تأليف ابن الغضائري.[٧] هذا ما ذهب إليه مشهور علماء الرجال عند الشيعة،[٨] وقبل هذا الرأي العلامة المجلسي[٩] والسيد السيستاني.[١٠]
حسين بن عبيد الله الغضائري: نسب البعض الكتاب إلى الحسين بن عبيد الله والد أحمد بن الحسين الغضائري،[١١] واستند في ذلك إلى ما ورد في خلاصة الأقوال في سيرة سهل بن زياد الآدمي، ذكر ذلك أحمد بن عليّ بن نوح، وأحمد بن الحسين، وقال ابن الغضائري: إنّه كان ضعيفا» قال: عطفه ابن الغضائري على أحمد بن الحسين يدلّ على أنّه غيره.[١٢] المؤيدون لهذا الرأي هم: الشهيد الثاني، وآقا حسين الخوانساري،[١٣] ومحمد بن حسين الساوجي، والمقدس الأردبيلي، وأحمد النراقي، والشيخ أسد الله الكاظمي التستري.[١٤]
خصوم الشيعة: ذهب بعض علماء الرجال أنه من تأليف خصوم الشيعة، وذلك عن طريق خلق الأكاذيب من أجل تشويه كبار مشايخ الشيعة. ومن الشواهد التي استندوا عليها،[١٥] أنه لو كان الكتاب من تأليف ابن الغضائري لذكر ذلك أحمد بن علي النجاشي الذي يُعتبر صديق وصاحب ابن الغضائري.[١٦] وكذلك أحمد بن طاووس أيضاً، حيث لم يسند الكتاب إلى ابن الغضائري،[١٧] ومن الذين ذهبوا إلى هذا الرأي هو السيد الخوئي،[١٨] وآقا بزرك الطهراني.[١٩]
اعتبار الكتاب
يعتبر كتاب رجال ابن الغضائري من المصادر الأساسية عند رجال الشيعة.[٢٠] حيث اعتمد بعض الرجاليين الشيعة على آراء المؤلف مثل، أحمد بن طاووس، والعلامة الحلي، وابن داوود الحلي.[٢١]
وجاء في مقدمة محقق الكتاب أن هناك أيضا جملة من العلماء أيدوا ما ذكره ابن الغضائري في كتابه، منهم: الفاضل التوني، والوحيد البهبهاني، والمحقق الكلباسي، ومحمد تقي التستري،[٢٢] ويرى السيد علي السيستاني من مراجع التقليد ثبوت الكتاب وإنَّ ابن الغضائري هو المعتمد في مقام الجرح والتعديل، اكثر من النجاشي والشيخ الطوسي وامثالهما.[٢٣]
إلا أنَّ بعض محدثي الشيعة، منهم العلامة المجلسي[٢٤] والمحدث النوري لم يقبلوا آراء ابن الغضائري؛[٢٥] وذلك بسبب تضعيف عدد من الرواة الشيعة الذي تم مدحهم من قبل علماء الرجال، وعلماء الشيعة الآخرون.[٢٦] حيث تم في هذا الكتاب تضعيف الرواة الذين نقلوا كرامات الأئمة.[٢٧]
كما ذهبت مجموعة من علماء الرجال الشيعة أنَّ تضعيفات ابن الغضائري غير معتبرة وتوثيقاته معتبرة.[٢٨]
خصائص الكتاب
اعتمد ابن الغضائري في ترتيب كتابه على طريقة العرض «الألف بائي».[٢٩] حيث يورد الرواة حسب الحروف الأبجدية مع الاشارة إلى عدد المترجمين فيه، مبتدئا بحرف الألف الذي ذكر فيه أنه سيترجم لثمانية عشر راوياً. وبعد ذكر اسم الراوي يسلط الضوء على هويته كاملة مع الحكم بضعفه أو وثاقته أو مجهوليته، وقد ورد في الكتاب ذكر 225 راوي ضَعف 165 منهم.[٣٠]
نسخ الكتاب
ذكروا أنَّ أول من أهتم بكتاب ابن الغضائري هو أحمد بن طاووس الحلي، وذلك في كتاب حل الاشكال في معرفة الرجال، وأطلق عليه كتاب الضعفاء،[٣١] وأوّل من استفاد من كتاب الضعفاء الذي أدرجه أحمد بن طاووس كان تلميذيه: ابن داوود الحلي في كتابه الرجال، والعلامة الحلي في كتابه خلاصة الأقوال،[٣٢] ثم استخرج المولى عبد الله التستري (المتوفى 1021 هـ) عن نسخه (حل الإشكال) لأبن طاووس الممزقة المقالات المنسوبة إلى أبي الغضائري، ودونها مستقلة وذكر ذلك في ديباجته وأدخلها القهبائي تلميذ المولى عبد الله في طي تراجم كتابه مجمع الرجال وأورد ديباجته بعينها.[٣٣]
تضعيف الكتاب
قال السيد الخوئي قدس سره
وأما الكتاب المنسوب إلى ابن الغضائري فهو لم يثبت، ولم يتعرض له العلامة في إجازاته، وذكر طرقه إلى الكتب، بل إن وجود هذا الكتاب في زمان النجاشي والشيخ أيضا مشكوك فيه، فإن النجاشي لم يتعرض له، مع أنه - قدس سره - بصدد بيان الكتب التي صنفها الامامية، حتى إنه يذكر ما لم يره من الكتب، وإنما سمعه من غيره أو رآه في كتابه، فكيف لا يذكر كتاب شيخه الحسين بن
عبيد الله أو ابنه أحمد وقد تعرض - قدس سره - لترجمة الحسين بن عبيد الله وذكر كتبه، ولم يذكر فيها كتاب الرجال، كما أنه حكى عن أحمد بن الحسين في عدة موارد، ولم يذكر أن له كتاب الرجال.
نعم إن الشيخ تعرض في مقدمة فهرسته أن أحمد بن الحسين كان له كتابان، ذكر في أحدهما المصنفات وفي الآخر الأصول، ومدحهما غير أنه ذكر عن بعضهم أن بعض ورثته أتلفهما ولم ينسخهما أحد.
والمتحصل من ذلك: أن الكتاب المنسوب إلى ابن الغضائري لم يثبت بل جزم بعضهم بأنه موضوع، وضعه بعض المخالفين ونسبه إلى ابن الغضائري.
ومما يؤكد عدم صحة نسبة هذا الكتاب إلى ابن الغضائري: أن النجاشي ذكر في ترجمة الخيبري عن ابن الغضائري أنه ضعيف في مذهبه ولكن في الكتاب المنسوب إليه أنه ضعيف الحديث غالي المذهب، فلو صح هذا الكتاب لذكر النجاشي ما هو الموجود أيضا، بل إن الاختلاف في النقل عن هذا الكتاب، كما في ترجمة صالح بن عقبة بن قيس وغيرها يؤيد عدم ثبوته، بل توجد في عدة موارد ترجمة شخص في نسخة ولا توجد في نسخة أخرى، إلى غير ذلك من المؤيدات.
والعمدة: هو قصور المقتضي، وعدم ثبوت هذا الكتاب في نفسه، وإن كان يظهر من العلامة في الخلاصة أنه يعتمد على هذا الكتاب ويرتضيه. وقد تقدم عن الشهيد الثاني، والآغا حسين الخونساري ذكر هذا الكتاب في إجازتيهما، ونسبته إلى الحسين بن عبيد الله الغضائري، لكنك قد عرفت أن هذا خلاف الواقع، فراجع.
الهوامش
١-ابن الغضائري، الجال، ص 8 و17.
٢-ابن الغضائري، الجال، ص 17.
٣-رحمان ستايش، آشنایی با کتب رجالی شیعه، ص 42؛ آقا بزرك الطهراني، الذريعة، ج 10، ص 89.
٤-التستري، قاموس الرجال، ج 1، ص 441.
٥-رحمان ستايش، آشنایی با کتب رجالی شیعه، ص 42.
٦-الطوسي، الفهرست، ص 2.
٧-رحمان ستايش، آشنایی با کتب رجالی شیعه، ص 40.
٨- رحمان ستايش، آشنایی با کتب رجالی شیعه، ص 43.
٩- المجلسي، بحار الأنوار، ج 1، ص 41.
١٠-«السيرة الذاتية للسيد علي الحسيني السيستاني.»
١١-التستري، قاموس الرجال، ج 1، ص 45 ــ 46.
١٢- التستري، قاموس الرجال، ج 1، ص 45.
١٣-الخوئي، معجم رجال الحديث، ج 1، ص 95 ــ 96.
١٤-رحمان ستايش، آشنایی با کتب رجالی شیعه، ص 43 ــ 44.
١٥-رحمان ستايش، آشنایی با کتب رجالی شیعه، ص
آ١٦-قا بزرك الطهراني، الذريعة، ج 10، ص 89؛ الخوئي، معجم رجال الحديث، ج 1، ص 95 ــ 96.
١٧-ابن طاووس، التحرير الطاووسي، ص 5.
١٨-الخوئي، معجم رجال الحديث، ج 1، ص 95 ــ 96.
١٩-آقا بزرك الطهراني، الذريعة، ج 10، ص 89.
٢٠-رحمان ستايش، آشنایی با کتب رجالی شیعه، ص 37.
٢١-رحمان ستايش، آشنایی با کتب رجالی شیعه، ص 49 ــ 50.
٢٢-ابن الغضائري، رجال ابن الغضائري، ص 20؛ رحمان ستايش، آشنایی با کتب رجالی شیعه، ص 47.
٢٣- «السيرة الذاتية للسيد علي الحسيني السيستاني.»
٢٤-المجلسي، بحار الأنوار، ج 1، ص 41.
٢٥-رحمان ستايش، آشنایی با کتب رجالی شیعه، ص 47.
٢٦-رحمان ستايش، آشنایی با کتب رجالی شیعه، ص 38.
٢٧-رحمان ستايش، آشنایی با کتب رجالی شیعه، ص 52.
٢٨-رحمان ستايش، آشنایی با کتب رجالی شیعه، ص 48.
٢٩-ابن طاووس، التحرير الطاووسي، ص 5.
٣٠-رحمان ستايش، آشنایی با کتب رجالی شیعه، ص 51.
٣١-أحمدي، تاريخ حديث الشيعة، ص 386.
٣٢-أحمدي، تاريخ حديث الشيعة، ص 386 ـ 387.
٣٣-آقا بزرك الطهراني، الذريعة، ج 10، ص 88 ــ 89.
٣٤-أحمدي، تاريخ حديث شيعة، ص 386.
٣٥- الخوئي-معجم رجال الحديث ج ١ - ص٩٥