السلام عليكم ورحمة اللّه وبركاته
مرحباً بكم في تطبيق المجيب
اختي الكريمة، لا شك في أنّ تجزئة القرآن وتقسيمه إلى سور,كان في عهد الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ثم تطور الحال فجزؤه إلى ثلاثين قسماً أطلقوا على كل قسم منه (جزء) ،ثم قسَّم العلماء الجزء إلى (حزبين),ثم قسموا الحزب إلى أربعة أقسام أطلقو على كل قسم منها (ربع) (بضم الراء وسكون الباء أو بضمها) باعتبار ان الربع جزء من أربعة أجزاء من الحزب.
والصندوق الذي توضع فيه أرباع أحزاب القرآن يسمى بـ (ربعة) تشبيها لها بربعة العطار, وبعض العلماء قسموا القرآن إلى أخماس وأعشار فقد وضعوا بعد كل خمس آيات من السور لفظة (خمس),وكل عشر آيات كلمة (عشر) ثم بعد العشر إذا انقضت خمس آيات أعادوا كلمة (خمس) فإذا صار هذا الخمس عشرا أعادوا كلمة (عشر) وهكذا إلى آخر السورة وبعضهم يكتب (رأس الخاء) بدلا من كلمة خمس ،ويكتب رأس العين بدلا من كلمة عشر.
وحيث أنّ تجزئة القرآن وتقسيمه أجزاءً وأحزاباً وغير ذلك,لم نقف في أخبارنا على ما يتعلق بذلك ولا على خصوصية للأجزاء والأحزاب المعروفة في المصاحف التي في أيدينا,ويقال إن تجزئته إلى ثلاثين جزءا للقراء الذين كانوا في عصر الحجاج,وإنه أحضرهم فعدوا الكلمات والحروف وقسموه إلى أجزاء,نعم في أخبارنا ما يظهر منه ان التعشير والتختيم كانا في زمان الأئمة(عليهم السلام)ففي خبر الوراق إنه عرض على الإمام أبي عبد الله الصادق عليه السلام كتابا فيه قرآن مختم معشر بالذهب,وفي خبر آخر قال قلت في كم أقرأه يعني(القرآن)؟قال: (اقرأه أخماساً اقرأه أسباعاً أما أنا عندي مصحفاً مجزئا أربعة عشر جزءاً.(١)
ودمتم موفقين.
————————
١- وسائل الشيعة طبعة (آل البيت) ،الحر العاملي ،ج ٦ ،الصفحة ٢١٥.