logo-img
السیاسات و الشروط
يا صاحب الزمان أقبلني💔 ( 18 سنة ) - العراق
منذ 9 أشهر

تأثير الحزن على الأداء الأكاديمي

المهم بدأت التكاسل بالدراسة وتأجيل كل مسؤوليتي اتهرب من اي شخص يذكر صديقتي حتى لا اترحم عليها لان لا استوعب فكرة موتها فقدت دراستي شماتة الاعداء واحدة تلو الأخرى بقى وقت قليل على امتحاناتي ويأست كل شيء تسكر في وجهي كتبت ٢٢ رقعة مع دعاء الفرج مع الاستغاثة والتوسل بصاحب الزمان لكن احس فقدت رضا الله و صاحب الزمان وأهلي ونفسي كتت إيجابية وحياتي مليئة بالإنجازات والنشاط والنجاح متكسرة جدا الان لا أعرف هل اكمل وامتحن ام لا استحق ومهما دعوت لا استحق الإجابة لان انا تكاسلت وجعلت الظروف تأثر علي ساعدوني


وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته أهلاً وسهلاً بكم في برنامج المجيب بسم الله الرحمن الرحيم ﴿وَلَنَبلُوَنَّكُم بِشَيءٍ مِنَ الخَوفِ وَالجوعِ وَنَقصٍ مِنَ الأَموالِ وَالأَنفُسِ وَالثَّمَراتِ وَبَشِّرِ الصّابِرينَ{١٥٥} الَّذينَ إِذا أَصابَتهُم مُصيبَةٌ قالوا إِنّا لِلَّهِ وَإِنّا إِلَيهِ راجِعونَ{١٥٦} أُولئِكَ عَلَيهِم صَلَواتٌ مِن رَبِّهِم وَرَحمَةٌ وَأُولئِكَ هُمُ المُهتَدونَ{ ١٥٧} سورة البقرة أبنتي العزيزة الحزن من المشاعر الطبيعية للإنسان، ولا يخلو إنسان من حزن لكن علاج الحزن تقبّله لا مصارعته، وتقبّل التغير الذي سبب الحزن حتى يستطيع الإنسان إن يتعايش مع وضعه الجديد،عليه أن يتقبّل به وإلا فإنه سيدخل في صراع مع حزنه،وينغمس في حزنه فيعمل عقله إلى الإنحياز إلى ما يراه حزيناً فيما يعرف في علم النفس (الإنحياز الانتباهي) فكأن العقل يجذب إليك كل ما يحزن إذا استسلمت له وتركت نفسك للحزن. فالعقل ينحاز إلى ما يفكر به صاحبه فالحزين دون وعي تنجذب له الذكريات الأليمة أو مخاوفك المضنية،فيذهب عقلك تلقائياً إلى كل ما يزيد من حزنك ويضاعف ألمك لان الحزن اصبح محور تفكير العقل، اضافة على ذلك يميل المخ إلى تضخيم الألم ومضاعفة الاحتمالات حتى تظنين أن الكون سينهار،وأنك لن تستطيعي تجاوز هذا الأمر مهما فعلت، وعلاج هذا كله هو تقبّل حزنك. فتقبّل موت صديقتك بداية استعادة زمام نفسك والسيطرة على حزنك،وعدم تقبّل موتها لا يزيد إلا في حزنك حزن والقرآن أوضح في اياته ﴿كُلُّ مَن عَلَيها فانٍ﴾ [الرحمن: ٢٦] ﴿كُلُّ نَفسٍ ذائِقَةُ المَوتِ ثُمَّ إِلَينا تُرجَعونَ﴾ [العنكبوت: ٥٧] فالموت يتربص بالجميع،لا يفر منه أحد،بل إن الله قاهر لعباده بالموت ﴿وَهُوَ القاهِرُ فَوقَ عِبادِهِ وَيُرسِلُ عَلَيكُم حَفَظَةً حَتّى إِذا جاءَ أَحَدَكُمُ المَوتُ تَوَفَّتهُ رُسُلُنا وَهُم لا يُفَرِّطونَ﴾ [الأنعام: ٦١] ﴿أَينَما تَكونوا يُدرِككُمُ المَوتُ وَلَو كُنتُم في بُروجٍ مُشَيَّدَةٍ وَإِن تُصِبهُم حَسَنَةٌ يَقولوا هذِهِ مِن عِندِ اللَّهِ وَإِن تُصِبهُم سَيِّئَةٌ يَقولوا هذِهِ مِن عِندِكَ قُل كُلٌّ مِن عِندِ اللَّهِ فَمالِ هؤُلاءِ القَومِ لا يَكادونَ يَفقَهونَ حَديثًا﴾ [النساء: ٧٨] فلا مفر من الموت فالموت كاس كل الناس حاسي ورحم الله أبا العتاهية حيث يقول من يعش يكبر ومن يكبر يمُت. والمنايا لا تُبالي من أنت كم وكم قد درجت،من قبلنا. من قرونٍ وقرونٍ قد مضت بل لو نظر الإنسان إلى نفسه لاذعن بان الموت خُط على جيد إبن أدم كمخط القلادة على جيد الفتاة كما يقول الإمام الحسين (عليه السلام)فأين اجدادنا واين أبائهم واين أبائهم فقد طواهم الموت،وأبلاهم البلى يانفس أين أبي،واين أبو أبي. وابوه عدّي لا أبا لك واحسبي عُدّي،فاني قد نظرت فلم اجد. بيني وبين ابيك آدم من أبِ أفأنتِ ترجين السلامة بعدهم. هلا هُديت ليسمت وجه المطلبِ نعم فراق الأحبة غربة كما يقول أمير المؤمنين(عليه السلام)لكن الإذعان للواقع،وتقبّله يخفف حدة الحزن فهذا رسول الله (صلى الله عليه واله) عندما دخل على ابنه إبراهيم وهو يجود بنفسه، فجعلت عينا رسول الله صلى الله عليه وسلم تذرفان. فقال له عبد الرحمن بن عوف: وأنت يا رسول الله؟! فقال: «يا ابن عوف إنها رحمة» ثم أتبعها بأخرى، فقال: «إن العين تدمع والقلب يحزن، ولا نقول إلا ما يرضي ربنا، وإنا لفراقك يا إبراهيم لمحزونون» واذا أمير المؤمنين (عليه السلام ) حين وسد سيدة نساء العالمين ملحودتها،جعل صبره على فراق رسول الله (صلى الله عليه واله) تأسياً لصبره على فراق فاطمة (عليها السلام) فقال بعد دفنها(السلام السلام عليك يا رسول الله عني وعن ابنتك النازلة في جوارك والسريعة اللحاق بك. قل يا رسول الله عن صفيتك صبري، ورق عنها تجلدي. إلا أن لي في التأسي بعظيم فرقتك ،وفادح مصيبتك موضع تعز. فلقد وسدتك في ملحودة قبرك، وفاضت بين نحري وصدري نفسك. إنا لله وإنا إليه راجعون. فلقد استرجعت الوديعة، وأخذت الرهينة. أما حزني فسرمد، وأما ليلي فمسهد إلى أن يختار الله لي دارك التي أنت بها مقيم. وستنبئك ابنتك بتضافر أمتك على هضمها فأحفها السؤال واستخبرها الحال،هذا ولم يطل العهد،ولم يخل منك الذكر،والسلام عليكما سلام مودع لا قال ولا سئم،فإن أنصرف فلا عن ملالة. وإن أقم فلا عن سوء ظن بما وعد الله الصابرين). وهذا سيد الشهداء في ليلة العاشر وهو يودع عياله فن الإمام السجاد عليه السلام قال: إني جالس في تلك الليلة التي قتل أبي في صبيحتها، وعندي عمتي زينب تمرضني إذ اعتزل أبي في خباء له، وعنده فلان مولى أبي ذر الغفاري وهو يعالج سيفه ويصلحه، وأبي يقول: يا دهر أف لك من خليل * كم لك بالاشراق والأصيل من صاحب [وطالب قتيل * والدهر لا يقنع بالبديل وإنما الامر إلى الجليل * وكل حي سالك سبيلي فأعادها مدتين أو ثلاثا، حتى فهمتها وعلمت ما أراد فخنقتني العبرة فرددتها ولزمت السكوت، وعلمت أن البلاء قد نزل، وأما عمتي (زينب) فلما سمعت ما سمعت وهي امرأة ومن شأن النساء الرقة والجزع، فلم تملك نفسها أن وثبت تجر ثوبها وهي حاسرة حتى انتهت إليه، وقالت: وا ثكلاه ليت الموت أعدمني الحياة، اليوم ماتت أمي فاطمة، وأبي علي وأخي الحسن، يا خليفة الماضي وثمال الباقي، فنظر إليها الحسين عليه السلام وقال لها: يا أخية لا يذهبن حلمك الشيطان! وترقرقت عيناه بالدموع، وقال: لو ترك القطا [ليلا] 2 لنام، فقالت: يا ويلتا أفتغتصب نفسك اغتصابا؟ فذلك أقرح لقلبي وأشد على نفسي، ثم لطمت وجهها، وهوت إلى جيبها وشقته و خرت مغشيا عليها. فقام إليها الحسين عليه السلام فصب على وجهها الماء وقال لها: [إيه] 3 يا أختاه اتقي الله وتعزي بعزاء الله، واعلمي أن أهل الأرض يموتون، وأهل السماء لا يبقون، وإن كل شئ هالك إلا وجه الله تعالى، الذي خلق الخلق بقدرته، ويبعث الخلق ويعودون 4 (إليه)، وهو فرد وحده، (جدي خير مني) وأبي خير مني وأمي خير مني و أخي خير مني، ولي ولكل مسلم برسول الله صلى الله عليه وآله أسوة، فعزاها بهذا ونحوه. فلنا برسول الله (صلى الله عليه واله وسلم )وأهل بيته أسوة. والإنسان المؤمن بربه،على يقين بان ما عند الله خير وابقى، فيجعل صبره مفتاح لهذا الجزاء،ويسأل الله ان يجتمع بمن يحب في دار الاخرة. كما عليه إن يعيد ترتيب لولاياته وعدم الإنجراف بالحزن كما عليه أن يعيد فهم الحياة وطبيعتها،وعدم العيش في أحلام غير واقعية،كما إن ما حدث له من حزن عليه أن يكتسب به قوة نفسيةوخبرة لمواجهة ظروف الحياة المستقبلية،فمصائب الدهر ونوائبه لا تزال تعاود المرء ما زال هو في الدنيا. واختم برسالة رسول الله (صلى الله عليه وآله) - فيما كتب إلى بعض أصحابه يعزيه بابنه -: أما بعد، فعظم الله جل اسمه لك الأجر وألهمك الصبر ... المزید فلا تجمعن أن تحبط جزعك أجرك، وأن تندم غدا على ثواب مصيبتك، وإنك لو قدمت على ثوابها علمت أن المصيبة قد قصرت عنها، واعلم أن الجزع لا يرد فائتا، ولا يدفع حزن قضاء، فليذهب أسفك ما هو نازل بك مكان ابنك، والسلام ودمتم بحفظ الله ورعايته.