وحدة الوجود (1)
من المعروف ان علم الله حضوري والعلم الحضوري هوه حضور ذات الشيء بعينه الخارجي لدى العالم ومن الطبيعي ان علم الله لا يتغير قبل الايجاد وبعد الايجاد فهو واحد، فكيف تكون هذه الاشياء قبل الايجاد أي في العدم موجودة بعين وجودها لدى العالم مع انها عدم. وهنا يستلزم اما ان نقول ان الاشياء وجودها وجود ازلي أي بقدم الله وهذا في الاسلام باطل او نقول ان الله لم يكن عالم ومن ثم علم.
الأخ وسام المحترم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ينقسم العلم حضوريا كان او حصوليا الى علم فعلي واخر انفعالي والعلم الانفعالي هو الذي يكون فيه وجود المعلوم اسبق من وجود العلم فيكون العلم منفعلا من المعلوم الخارجي ومعلولا له ففي الانسان مثلا يوجد الشيء في الخارج اولا ثم يدركه باحد الحواس فيأخذ صورة وعلما منه ثانيا. واما العلم الفعلي فهو ما يكون المعلوم الخارجي معلولا له ومتأخر عنه فالعلم اسبق وجودا من المعلوم الخارجي والتسأؤل المذكور انما يتأتى اذا قلنا ان علمه تبارك وتعالى علم انفعالي والحال انه علم فعلي. قال الامام الصادق (عليه السلام) في الكافي 1/107 : (لم يزل الله عز وجل ربنا والعلم ذاته ولا معلوم والسمع ذاته ولا مسموع والبصر ذاته ولا مبصر والقدرة ذاته ولا مقدور، فلما أحدث الأشياء وكان المعلوم وقع العلم منه على المعلوم والسمع على المسموع والبصر على المبصر والقدرة على المقدور) وكما يتضح من هذا الحديث ان لله تعالى مرتبتين من العلم بالاشياء رتبة العلم بها قبل ايجادها ويكون في رتبة ذاته ومرتبة العلم بها بعد ايجادها ويكون في رتبة المعلول . ودمتم في رعاية الله