زينب الزين - لبنان
منذ 4 سنوات

 وحدة الوجود (1)

ما هي نظرية السهروردي في المعاد 1- المعاد الجسماني 2- المعاد الروحاني


الأخت زينب المحترمة السلام عليكم ورحمة الله وبركاته السهروردي (صاحب حكمة الاشراق) يقول بالمعاد الروحاني وهو مذهب جمهور الفلاسفة القائلين باتحاد النفوس البشرية في النوع وحجتهم هي : ان تلك النفوس يشملها حد واحد وكل ما كا ن كذلك فنوعه واحد . ومن الفلاسفة من زعم ان النفوس البشرية مختلفة بالحقيقة وحجتهم : انها مختلفة بالعفة والفجور والذكاء والبلادة، ويرد عليه ان ذلك بسبب عوارض تعرض النفس . والحاصل : ان الفلاسفة متفقون في حصول المعاد الروحاني وبعضهم ينكر المعاد الجسماني وذهب جماعة من محققي الفلاسفة إلى وجوب كل من المعاد الروحاني والجسماني وذلك انهم حاولوا الجمع بين الفلسفة والشريعة ومنهم ( الفارابي وابن سينا وملا صدرا والسهروردي ) وحجتهم : ان العقل قد دل على ان السعادة الموعودة انما تكون في النفس والجسد (سعادة النفوس بمعرفة الله تعالى ومحبته وسعادة الاجساد بادراك المحسوسات) ودل الاستقراء على ان الجمع بين هاتين السعادتين في الحياة الدنيا غير ممكن وذلك لان الانسان حال كونه مستغرقا في تجلي انوار عالم الغيب لا يمكنه الالتفات إلى شيء من اللذات الجسمانية وحال كون مشغولا باستيفاء اللذات الجسمانية لا يمكنه الالتفات إلى اللذات الروحانية لكن هذا الجمع انما يتعذر لضعف النفوس البشرية في هذا العالم فاذا فارقت ابدانها استمدت من عالم الغيب الطهارة قويت وشرفت فاذا اعيدت إلى الابدان مرة اخرى لم يبعد ان تصير هناك قوية قادرة على الجمع بين الامرين وظاهر ان تلك الحالة هي الغاية القصوى في مراتب السعادات ولم يبق على امتناع هذا المعنى دليل وهو جمع بين الحكمة النبوية والقوانين الفلسفية فوجب المصير اليه. ودمتم في رعاية الله