احمد السعيد - البحرين
منذ 4 سنوات

 وحدة الوجود (1)

يقول البعض: إن الفلسفة تقوم بالكشف عن‏ المجاهيل، وانتشال الإنسان من حالات الإبهام والضياع بحل شبهاته في ما يرتبط بأصل الوجود ومآله وحقيقته، فإذن ما وجه حاجتنا للأنبياء؟ إذا كان الفلاسفة قادرين على الإجابة عن جميع الأسئلة الوجودية، وإرشاد الناس إلى الحقيقة، والأخذ بأيديهم إلى الغاية من الخلق...فهذا يكفينا ما هو تعليقكم؟


الأخ احمد المحترم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أولاً: لا نسلم ان الفلسفة قادرة على الكشف عن كافة المجاهيل بل عما يقع تحت طائلة الكشف المقدور للإنسان واما الكشف عن المجاهيل مطلقا فهو خارج طوق الفلسفة التي هي المعرفة بحقائق الاشياء بقدر الطاقة الانسانية . ثانياً: ليست مهمة الفلسفة ارشادية , والفلاسفة ليسوا مرشدين وانما هم جماعة من ( محبي الحكمة ) هدفهم تحصيلها لغرض تكميل انفسهم ولذلك تبقى الحاجة الى الانبياء الذين مهمتهم ارشاد واصلاح البشرية بالشرائع السماوية حاجة ماسة لا يمكن ان تسد الفلسفة مسدها . ثالثاً: كما تقدم في النقطة ( ثانيا ) فان معنى الفلسفة ( محبة الحكمة ) فليس من الضروري ان يكون محب الحكمة حكيما ولهذا اختلف الفلاسفة فيما بينهم حينما قدموا نظرياتهم وتفسيراتهم عن الكون وعن خالق الكون . واما الانبياء فهم حكماء لانهم يتلقون علمهم من الله عز وجل ولا يخالف علم الانبياء الواقع طالما كان مصدره إلهيا . ولذلك لم يختلف الانبياء فيما بينهم وان تعددت شرائع الرسل منهم فكل نبي ورسول يشهد للذي تقدمه من الانبياء حتى انتهينا الى خاتمهم (صلى الله عليه واله وسلم) الذي شهد لجميع الانبياء وطالب المؤمنين برسالته ان لا يفرقوا بينهم . ودمتم في رعاية الله