تعلم الدين في ظل المسؤوليات

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ابنتي العزيزة، رزقكم الله الفهم والعمل الصالح والتوفيق لبناء الذات. يا مجاهدة في بناء ذاتها، أنتم من الأشخاص الذين لديهم قوة جهاد الحياة والصراع معها، ولكم عظيم الأجر فيما تحملتم من معاناة، وفيما تتحملون من ضيق الحياة ومصائب الدنيا. ومع ذلك، لكم الرغبة الشديدة في التعلم وبناء الذات. والواجب عليكم من التعلم هو معرفة أحكام الواجبات الشرعية من الطهارة والنجاسة، والصلاة والصيام وغيرها من الأحكام. يا ريحانة لأبنائها، يمكن لكم رسم طريق الجهاد والكدح للحياة وتصنعون المعجزات في حياتكم، وهو من خلال ما نذكره لكم من وصايا نافعة في هذا المجال، وهو: ١- لتكن لكم إرادة قوية وجديّة في بناء الذات والنفس، لأنه بالإرادة القوية يتحقق كل شيء، وتصنع المعجزات. ٢- حاولوا أن ترتبوا وقتكم في العمل والواجبات المنزلية والعائلية والأبناء، والتعلم والعناية بالنفس والذات. ٣- عليكم بتقنين الوقت في التعامل مع الموبايل، يعني لا يسرقكم الموبايل فيأخذ منكم كل الوقت، حتى لا يبقى لكم وقت للتعلم وللقيام بالوظائف الأخرى. ٤- لعل أفضل وقت للتعلم هو خلال الأوقات التالية، الوقت الأول: عند الجلوس لصلاة الفجر وأداء الصلاة إلى وقت خروج الرجل إلى العمل وكذا الأولاد إلى المدرسة، ففي ذلك الوقت وبعده إلى ساعة يمكنكم التعلم، وبناء الذات. الوقت الثاني: بعد إنجازكم لوظائف البيت وتحضير وجبة الطعام وإتمامها، يمكنكم التعلم. الوقت الثالث: فترة العصر، وهي قبل الغروب بساعتين أو أقلّ بقليل، هذا الوقت جيداً للتعلم. ٥- ما ينفكم للحفظ وتثبيت المعلومة في الذهن، هو أن تكتبوا ما تتعلموه، وحاولوا أن تستذكروه بعد ذلك، وإن لم ينفع ذلك حاولوا أن أن تعيدوا وتكرروا ما تتعلموه حتى تحفظ النفس الىعلومات وتثبت في الذهن، وكذا يلزمكم الإنتباه جيداً حال التعلم حتى ينقش في الذهن والنفس. ٦- حاولوا الاطلاع على الأحكام الشرعية، وعلى العقيدة والأخلاق، وما ينفع في تربية الأولاد، وغير ذلك، وأن تقرأوا أو تستمعوا للمحاضرات. ٧- حاولوا تطبيق المعلومات في حياتكم اليومية ورؤية تفاعل النفس معها. ٨- الصلاة في وقتها، والدعاء والمناجاة لله تعالى من الأسرار الكبيرة النافعة في اصلاح النفس ودفعها نحو التعلم وبناء الذات. والحمد لله خير ناصر ومعين.