ميثم - ايران
منذ 4 سنوات

 وحدة الوجود (1)

ارجوا توضيح جملة: الوجود خير محض؟ يعني حتي اذا كان وجود الانسان فرعونيا؟ حتي لو كان الانسان فاسقا محضا؟ حتي اذا لهم قلوب لا يفقهون بها و اعين و... الثاني: اذا كان القتل جريمه و هي حرمان من نعمة الوجود فلماذا قتل الخضر .ع. ذلك الشاب لسبب خوف ارهاق مومنين؟ اي لم يرهق بل خاف ان يرهقهما؟ اليست هذه مجازاة قبل العمل؟


الأخ ميثم المحترم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أولاً: المراد من قولهم: (الوجود خير محض) أن الشر اللاحق للوجود ليس وجوداً إلا بالعَرَض أو بتبع الوجود المحض. فالشرور هي أعدام بالقياس إلى الوجودات، على سبيل المثال القتل هو عدم يعرض على حياة الكائن الحي لأنه عدم بقاء الحياة، ولا وجود لشر في ذاته اسم (قتل)، وهكذا فإن كل فعل بالقياس إلى شيء ما ويترتب عليه حصول نقص أوعدم على ذلك الشيء فهو شر. وهو في نفسه وبغض النظر عن ارتباطه او قياسه أو نسبته إلى ذلك الشيء لا شرية فيه ألبتة. ومثال أوضح: إن العقرب بالقياس إلى الانسان هي شر لأنها قد تؤدي إلا هلاكه في حال لسعها له، ولكنها بالقياس إلى نفسها لا بالقياس إلى الانسان لا شرية فيها. ومنه يتبين بأن الشر عارض على الوجود وأن الاصل في الوجود هو الخير المحض. ثانياً: وأما قتل الخضر عليه السلام للغلام فقد كان بلحاظ أمر الله تعالى لطفاً بوالديه ورحمة لهما، ولم يقتل الخضر ذلك الغلام بهوى نفس ومن دون علم ولا إذن، ولكنه قدّر طبقاً ما وهبه الله تعالى من العلم بالغيب أن بقاءه حياً حتى يبلغ سوف يؤدي إلى الاضرار بوالديه المؤمنين على مستوى العمل والاعتقاد (( فَخَشِينَا أَن يُرهِقَهُمَا طُغيَانًا وَكُفرًا )) (الكهف:80)، والمصلحة تقتضي في مثل هذه الرحلة التعليمية (التي أذن الله تعالى بها للخضر أن يكون معلماً لعبده ورسوله موسى بن عمران) أن يقوم الخضر بقتل الغلام لتجنيب أبويه ما سوف يترتب على وجوده لو بقي حياً حتى البلوغ رحمة من الله لهما. وأما ورود التعبير بعبارة (( فَخَشِينَا أَن يُرهِقَهُمَا طُغيَانًا وَكُفرًا )) فالخشية هنا لا تعني احتمال حصول الطغيان والكفر من الغلام، وأن هنالك احتمالاً في قباله بعدم حصوله، بل معنى الخشية لازم لعدم تحقق ذلك الزمان لحصول الطغيان والكفر بعد، فكل ما لم يتحقق بعد خارجاً وواقعاً وسوف يتحقق في المستقبل فلابد من الاشارة إليه بما يفيد الظن وعدم اليقين بالقياس إلى نفس الفعل الذي يراد منه الحيولة دون ترتب الاثر على ضده في المستقبل، أي القتل المترتب عليه الطغيان والكفر من الغلام. ودمتم في رعاية الله