السلام عليكم
انا فتاة ارتكبت في مراهقتي اخطاء كبيرة جداً جداً ولا احب ان اقول ما هي المهم اني منذ سنتين ابتعدت عن الحرام بقدر الامكان والتزمت بصلاتي والقران و اقرأ دعاء التوبة و كميل و زيارة عاشوراء لكني في خوف شديد من الفضيحة هل يكشف الله ستره عني ؟ او هل يفضحني بين اهلي انا احب ابي و اشعر ان قلبي ينكسر قسماً بالله خوفاً عليه اذا علم لدرجة لا اريد ان اتزوج ولا اجلس مع عائلتي الخوف دمر حياتي اقسم بالله اني نادمة على ما مضى ندم فضيع واتمنى لو يعود بي الوقت لا اعلم اصلاً كيف فعلت هكذا
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أهلاً وسهلاً بكم في برنامج المجيب
بسم الله الرحمن الرحيم: إِلاَّ مَنْ تابَ وَ آمَنَ وَ عَمِلَ عَمَلاً صالِحاً فَأُوْلئِكَ يُبَدِّلُ اللَّـهُ سَيِّئاتِهِمْ حَسَناتٍ وَ كانَ اللَّـهُ غَفُوراً رَحِيماً. الفرقان: ٧٠.
أبنتي العزيزة: من ستر عليكِ عيبكِ في وقت عصيانكِ له، فهل تظنّين إنه سيرفع عنكِ الستر وأنتِ طاعةً ومنيبةً له، هاربةً من ذلً معصيته إلى رضوان غفرانه، فأنّ الله قد ستر للعاصي حتى كأنّه غفر كما يقول أمير المؤمنين (عليه السلام): فهل يُجازي الطائع بفضحه، هيهات ما ذلك الظنّ به ولا المؤمول من فضله، كيف من يأمر بالستر يفضح، وكيف من يحبّ كتم القبيح يذيعه.
روي عن الإمام علي (عليه السلام): من تاب تاب الله عليه، وأمرت جوارحه أن تستر عليه، وبقاع الأرض أن تكتم عليه، وانسيت الحفظة ما كانت تكتب عليه. (2).
وروي الإمام الصادق (عليه السلام) وقد سمعه معاوية بن وهب يقول: إذا تاب العبد المؤمن توبة نصوحا أحبه الله فستر عليه في الدنيا والآخرة. قلت: وكيف يستر عليه؟ قال: ينسي ملكيه ما كتبا عليه من الذنوب ... المزید فيلقى الله حين يلقاه وليس شئ يشهد عليه بشىء من الذنوب. (٣).
وروي عن الإمام الصادق (عليه السلام): أوحى الله عز وجل إلى داود النبي على نبينا وآله وعليه السلام: يا داود، إن عبدي المؤمن إذا أذنب ذنبا ثم رجع وتاب من ذلك الذنب واستحيى مني عند ذكره غفرت له، وأنسيته الحفظة وأبدلته الحسنة، ولا أبالي وأنا أرحم الراحمين. (٤).
وروي عنه (عليه السلام) - في قوله تعالى: (فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات) -: هذه فيكم، إنّه يؤتى بالمؤمن المذنب يوم القيامة حتى يوقف بين يدي الله عز وجل، فيكون هو الذي يلي حسابه... حتى يوقفه على سيئاته كلها، كل ذلك يقول: أعرف، فيقول: سترتها عليك في الدنيا وأغفرها لك اليوم، أبدلوها لعبدي حسنات، قال: فترفع صحيفته للناس فيقولون: سبحان الله، أما كانت لهذا العبد سيئة واحدة؟! (٥).
فعليك إشغال تفكيرك بالخشية من اللّه والبكاء مما فرطتي في جنب الله. وعلمي إن نفسك عليك حق،وأهلك عليك حق،ولا تجعلي من القلق يدمر حياتك،بل كلي أمرك الى الله وهو أستر الساترين.
ودمتم في رعاية الله وحفظه.
--------------------------------------
من ١- الى ٥- مصدره ميزان الحكمة - محمد الريشهري - ج ١ - ص٣٤٥