محمد - الكويت
منذ 4 سنوات

 وحدة الوجود (1)

هناك شي غريب في اغلب كتب الفلسفة التي تتكلم عن الله مثل نهاية الحكمة و منظومة السبزواري انه لا توجد آيات قرآنيه ولا احاديث اهل البيت والغريب ان بعض الذين كتبوا في الفلسفة كتبوا ايضا في تفسير القرآن ولكن كتبهم خاليه من ايات الله من وجهة نظري القاصر يبدو ان الفلسفة ضلال كل شي ليس فيه كتاب الله و ال محمد فهو غير امن فما رأيكم بالفلسفة في مذهب اهل البيت


الأخ محمد المحترم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ينبغي التفرقة بين الفلسفة باعتبارها بحثا نظريا في الوجود وعوارضه الذاتية بقدر الطاقة الانسانية وبين الحكمة التي هي معرفة نظرية وعملية معا في الوجود باعتباره صادرا عن الله تعالى فأما النظرية فهي معرفة الله وصفاته واسرار الخلق، وتحصل للعقل بالسير والمجاهدة كما قال تعالى: (( وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهدِيَنَّهُم سُبُلَنَا )) (العنكبوت:69)، فبتعلمها يترقى العقل وبترقي العقل يتعلم حكمة جديدة لم يكن مستعداً لها من قبل، وأما الحكمة العملية فهي إطاعة الله في كل ما خلق الإنسان لأجله والإخلاص له في العبادة، وليس المراد بالحكمة النظرية أو العملية تقليد جماعة معينة من الحكماء بل متابعة العقل والدليل. ولكون موضوع الفلسفة هو الوجود من حيث هو وجود فالإلهيات والشرائع السماوية لا يبحث عنها في الغالب إلا في الفلسفة الإسلامية التي أدرجتها في مبحث الأمور العامة ومن ثم اطلق عليها العلم الإلهي، وهذا بخلاف الحكمة فهي تهتم بالإلهيات ابتداءً. ومثلما لا يرد ذكر الله تعالى والنبي صلى الله عليه وآله في مسائل الرياضيات ولا في مسائل الكيمياء فكذلك الفلسفة بالمعنى المتقدم فهي بحث نظري في أصول ومباديء ومحاور ومسائل تتعلق بالوجود بغض النظر عن الدين، وينبغي للباحث في الفلسفة مراعاة تلك الأصول والمسائل والمباديء ولا يخرج عنها إلى غيرها. ودمتم في رعاية الله

1