سأل احد الملحدين: إذا كان الله علة العلل او علة تامة كما تقولون:
1- من خلق هذه العلة التامة
2- من الذي اعطاها هذا العلم المطلق والقدرة المطلقة
وهذه الاسئلة هي نفس الاسئلة التي لم يجد ريتشارد دوكنز عالم الاحياء الملحد اجابة لها ...
قرأت في كتاب (الدوافع نحو المادية) للشيخ المطهري ان هذا السؤال لا يمكن لأسباب لم أفهمها فياحبذا لو نتعرف اكثر على الاجابة بشئ من التفصيل..
الأخ حسنين المحترم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وجه عدم إمكان هذا السؤال هو أن السائل يفترض ابتداءا: (أن كل علة لها علة فوقها وهكذا إلى غير النهاية)، وهذا ما يسمى في المنطق بالتسلسل، وهو باطل، وقد برهن الحكماء على بطلانه وعدم إمكانه، ذلك لأن معيار الحكم باستحالة التسلسل عندهم هو استجماع شرطي الترتب والاجتماع في الوجود بالفعل في جهة اللانهاية، ومعنى ذلك أن ترتب أمور إلى غير نهاية مع اجتماعها جميعا متحققة بالفعل لا بالتقدير هو بالتالي إنكار للترتب اللانهائي؛ لأن معنى الترتب اللانهائي هو عدم إمكان حصوله بالفعل بل بالقوة والتقدير، فإنك إذا افترضت الترتب إلى غير نهاية لا يمكنك أن تفترض اجتماع سلسلة الامور المترتبة اجتماعا فعليا أى متحققا في الواقع، فالترتب إلى غير النهاية والاجتماع في الوجود لهذه المترتبات أي العلل المتصاعدة إلى غير النهاية يؤدي إلى التناقض، والتناقض باطل، وحينئذ لا بد لسلسلة العلل أن تنتهي إلى علة أولى ليس فوقها علة وهي علة العلل.
(لمزيد الاطلاع ارجع إلى كتاب نهاية الحكمة للسيد محمد الحسين الطباطبائي بتصحيح وتعليق الشيخ عباس علي الزراعي السبزواري ص 217)
ودمتم في رعاية الله