ياسر الحسيني - ايسلندا
منذ 4 سنوات

 وحدة الوجود (1)

ورد في كتاب تجريد الاعتقاد في بحث القدرة قوله ((إن الله قادر على كل مقدور)) وشرحها اهل العلم بانه ليس ذلك بنقص بفاعلية الفاعل ولكن النقص بقابلية القابل وأعتقد إن فيها نوع من تحديد وتقييد للقدرة الالهية لملاحظة الايات الواردة في القدرة (( إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيءٍ قَدِيرٌ)) (البقرة:20) (( أَلَم تَعلَم أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيءٍ قَدِيرٌ)) (البقرة:106) (( وَلِلَّهِ مُلكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرضِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيءٍ قَدِيرٌ )) (آل عمران:189) وعشرات الآيات توحي ان القدرة مطلقة بلا اي قيد حتى من جهة ما قالوه من نقص قابلية القابل فلعل في الآية التالية نفي لما قاله شراح التجريد (( أَيَحسَبُ الإِنسَانُ أَلَّن نَجمَعَ عِظَامَهُ * بَلَى قَادِرِينَ عَلَى أَن نُسَوِّيَ بَنَانَهُ)) (القيامة:3-4) وتوضيحها وحسب التفسير العلمي لهذه الظاهرة ان العظام تتحلل مع التراب وتتداخل في جذور النباتات والحيوان ياكل من النبات ويتكون جزءا من جسمه على هذه النباتات ويتغذى الانسان على الحيوان فينمو وتتكون له خلايا منه. وهنا كيف تكون قابلية القابل مؤهلة للإرجاع على ما كانت عليه سوى القدرة المطلقة لله عز وجل نرجو تفسير هذا الكلام واعطائنا وجهة النظر الصحيحة


الأخ ياسر المحترم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ما أجابوا به من أن العجز ليس في الفاعل وانما هو في القابل ليس تحديدا أو تقييدا للقدرة المطلقة الواجبية التي هي عين الذات المتعالية، وذلك لأن القدرة لا تتعلق الا بالممكن، وأما المحالات الذاتية الباطلة الذوات كسلب الشيء عن نفسه والجمع بين النقيضين ورفعهما مثلا، فلا ذات لها حتى تتعلق بها القدرة، فحرمانها من الوجود ليس تحديداً للقدرة وتقييداً لاطلاقها. وأما ما ضربته مثلا للقابلية من خلال عملية تكون ونمو للخلايا ورجوع المتحلل من الجسد العنصري للانسان ليصير عبر التغذية جزءأ من جسد آخر... فلا ينهض في مقام التمثيل لنفي دعوى عجز القابل مع وجود قدرة الفاعل القادر. وذلك لأنا لا نسلم أن يكون العجز في القابلية هو تقييد لقدرة الله سبحانه المطلقة، إذ أن عجز القابل - كما تقدم- هو عدم استعداده الذاتي للقبول، أي عدم وجود ما هو أبعد من حدود ما هو مستعد له، ومن غير الممكن أن يتجاوز الشيء طوره وحدّه، وإلا لحصل الانقلاب في الحقائق ولأمكن أن يتعدى الشيء عن رتبته الذاتية فيصير كل شيء مستعدا لأن يكون اي شيء آخر، وهذا محال، والقدرة لا تتعلق بالمحال لأنه باطل الذات والحقيقة. ودمتم في رعاية الله

1