مصطفى عبد الله - السعودية
منذ 4 سنوات

 وحدة الوجود (1)

اذا كانت الموجودات صفات أفعال لله تعالى ؟ فهذا يقودنا إلى أن هناك ثمة تغيير قبل الخلق وبعد الخلق ؟ إذ أن قبل الخلق الله لم يفعل فعل ( لم يخلق الخلق ) ثم فعل الفعل ( خلق الخلق ) ؟ فهذا يقودنا إلى أن صفات أفعال الله ممكنات ؟ والأفعال صادرة من ذات الله تعالى ؟ فبالتالي يكون حدث تغيير في الله تعالى أن هناك فرق بين الله قبل خلق الخلق و بين الله بعد خلق الخلق ؟ فالأساس ذات الله حدث فيها تغيير لما خلق الخلق ؟ فماذا تقولون ؟


الأخ مصطفى المحترم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته هذا الاستدلال غير صحيح، فرتبة الفعل تختلف عن رتبة الذات، إذ أن ذات الله تعالى رتبتها هي الوجوب، وأما الفعل فرتبته الإمكان الراجح، وسائر ما يصدر عن فعله أو مشيئته من الذوات والأفعال والجواهر والأعراض فهي آثار(أو صفات) فعله، والأثر لا يكون في رتبة المؤثر، ولا من سنخه، ولا يكون له وجود قبل التأثير، إذ وجوده نفس أثريته، فلو كان الأثر مقتضى ذات المؤثر من حيث ذاته، لا من حيث فعله، لم يكن أثراً أصلاً؛ إذ المفروض أن العلة التامة هي البسيطة المطلقة التي لا تركب فيها بوجه، أي أن الاقتضاء هو في (فعل الفاعل) لا في ذاته. فلا ينسحب على الذات الواجبة إمكان الفعل ولا ما يصدر عنه من الآثار. فالأثر لا يلحق رتبة المؤثر بوجه من الوجوه وإن بلغ ما بلغ (إنما تحد الأدوات أنفسها وتشير الآلات إلى نظائرها) كما ورد في الحديث. ودمتم في رعاية الله