العلاقة بين الصبر وعصمة الأنبياء في القرآن
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته السؤال/ قوله تعالى (فاصبر لحكم ربك ولا تكن كصاحب الحوت إذ نادى وهو مكظوم) كيف يتناسب قوله تعالى اعلاه مع عصمة الانبياء ؟
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته جاء في تفسير الميزان للعلامة الطباطبائي في تفسير قوله تعالی: «فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَ لا تَكُنْ كَصاحِبِ الْحُوتِ إِذْ نادی وَ هُوَ مَكْظُومٌ» صاحب الحوت يونس النبي (ع) و المكظوم من كظم الغيظ إذا تجرعه و لذا فسر بالمختنق بالغم حيث لا يجد لغيظه شفاء، و نهيه (ص) عن أن يكون كيونس (ع) و هو في زمن النداء مملوء بالغم نهي عن السبب المؤدي إلی نظير هذا الابتلاء و هو ضيق الصدر و الاستعجال بالعذاب. و المعنی: فاصبر لقاء ربك أن يستدرجهم و يملئ لهم و لا تستعجل لهم العذاب لكفرهم و لا تكن كيونس فتكون مثله و هو مملوء غما أو غيظا ينادي بالتسبيح و الاعتراف بالظلم أي فاصبر و احذر أن تبتلي بما يشبه ابتلاءه، و نداؤه قوله في بطن الحوت: «لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ» كما في سورة الأنبياء. وفي تفسير الأمثل قال:(والمقصود من هذا النداء هو ما ورد في قوله تعالى: (فنادى في الظلمات أن لا إله إلاّ أنت سبحانك إنّي كنت من الظالمين) وبذلك فقد إعترف النبي يونس (ع) بترك الأولى، وطلب العفو والمغفرة من الله تعالى.انتهى كلامه إذا المراد به لا تكن كصاحب الحوت الذي ترك الأولى،وهو لا ينافي العصمة.