طالب الحق
منذ 4 سنوات

 وحدة الوجود (1)

1ــ إذا كان الإله موجوداً فهو العلّة (لوجود الكون). 2ــ العلّة يجب أن تجاور معلولها في الزمان والمكان. 3ــ لذا إذا كان الإله موجوداً فهو يجب أن يكون مجاوراً لمعلوله في الزمان والمكان. 4ــ ولكن الإله لا يمكن أن يكون مجاوراً لمعلوله في الزمان والمكان (لأنّه متباين عنه). 5ــ لذا: الإله غير موجود. ما هو ردّكم؟


الأخ طالب الحقّ المحترم. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. لا نسلّم أن يكون كلّما وجدت العلّة وجد المعلول معها على نحو المجاورة في الزمان والمكان, لأنّ علّة المكان والزمان لا تجاورهما في الزمان والمكان، وإلاّ لكان كلّ من الزمان والمكان موجوداً قبل أن يوجد، وهذا خلف. فالدليل المذكور في السؤال نسلّم صغراه، ولا نسلّم كبراه، وهي: ((العلّة يجب أن تجاور معلولها في الزمان والمكان)), فالعلّة في الكبرى هي العلّة المادية لا مطلق العلّة, والله تعالى ليس علّة مادية، وحينئذٍ لا يتكرّر الحدّ الأوسط, فإنّ (العلّة) في المقدمتين ليست واحدة! إنّ الله عزّ وجلّ منزّه عن الجهة والمكان والزمان وسائر المقولات والمشخصات الإمكانية, لأنّه في صقع الوجوب, وبالتالي ينبغي ألاّ يكون مجاوراً لمعلولاته, إذ أنّه هو الذي أجرى تلك الحيثيات، فكيف يجري عليه ما هو أجراه؟! فتأمّل! ودمتم في رعاية الله.

2