زهراء ( 15 سنة ) - العراق
منذ 9 أشهر

التاكسل والصلاة

السلام عليكم ماحكم التاكسل في العبادات اني كلش اتكاسل واجبر نفسي اصلي صلاتي الواجبة واني قبل جنت حتى صلاة الليل اصليها وهسه مالي خلك اي شي


وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ابنتي الكريمة، بارك الله تعالى بكِ لاهتمامكِ بأمر دينك، واعلمي أنّ العجز في الصلاة يكون بأسبابٍ متعددة أهمها: ١- قلّة المعرفة: لا بدّ أن نعرف أنّ الله سبحانه وتعالى قد فرض علينا العبادة، ليس لأنّه سبحانه محتاج إلينا، بل نحن بحاجة إليه سبحانه؛ ليجازينا بعبادتنا في الجنة ونعيمها، ففي الحديث القدسي: يقول الله تعالى: " يابن آدم، لم أخلقك لأربح عليك، إنّما خلقتك لتربح عليّ، فاتّخذني بدلاً من كل شيء فإنّي ناصر لك من كل شيء ". ( ابن أبي الحديد، شرح نهج البلاغة: ج٢٠، ص٣١٩ ) . - أن نعرف أيضاً أنّ الصلاة هي عمود الدين وبقبولها تُقبل الأعمال التي بعدها، وبردّها يُردّ مابعدها، فعن رسولنا الأكرم( صلى الله عليه وآله وسلم ) قال: "إِنَ‏ عَمُودَ الدِّينِ‏ الصَّلَاةُ وَهِيَ أَوَّلُ مَا يُنْظَرُ فِيهِ مِنْ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ فَإِنْ صَحَّتْ نُظِرَ فِي عَمَلِهِ وَإِنْ لَمْ تَصِحَّ لَمْ يُنْظَرْ فِي بَقِيَّةِ عَمَلِه‏".( الحر العاملي، وسائل الشيعة: ج4 ، ص35 ) . - فالصلاة عمود الدين بمعنى أنّها قوامه، وركنه الفاصل بين الكفر والإيمان وموضعها من الدين كموضع الرأس من الجسد، وهي أعظم عبادة شرّعها ربّ الأرباب وملك الملوك (جلَّ في علاه وتقدّس)، هي أفضل الأعمال وأحبّها إلى الله سبحانه، وأفضل ما توسّل به المتوسّلون للتقرّب إليه سبحانه، وهي معراج المؤمنين والعارفين وسفر العاشقين، والصلاة أوّل ما افترض الله سبحانه على عباده ليتشرّفوا بعبادته، ويتمتّعوا بطاعته، ويظفروا بمناجاته، ويسعدوا برحمته وهي من المرتكزات الأساسية لصلة الإنسان بالله وإحياء معاني الإيمان في قلبه كما أنّها أهمّ الوسائل في تزكية النفس. ٢- أصدقاء السوء: فلا بدّ من الابتعاد من أصدقاء السوء، فإنّهم سبب كل الطاقات السلبية. ٣- الإهمال في وقت الصلاة: فلو أدّيناها وحافظنا عليها في وقتها لعشنا حالة النشاط والخشوع والحيوية، ولتخلّصنا من الكسل والعجز، فعن مولانا الإمام الصادق( عليه السلام) قال: "مَنْ صَلَّى الصَّلَوَاتِ الْمَفْرُوضَاتِ فِي أَوَّلِ وَقْتِهَا فَأَقَامَ حُدُودَهَا رَفَعَهَا الْمَلَكُ‏ إِلَى‏ السَّمَاءِ بَيْضَاءَ نَقِيَّةً وَهِيَ تَهْتِفُ بِهِ حَفِظَكَ اللهُ كَمَا حَفِظْتَنِي وَاسْتَوْدَعَكَ اللهُ كَمَا اسْتَوْدَعْتَنِي مَلَكاً كَرِيماً وَمَنْ صَلَّاهَا بَعْدَ وَقْتِهَا مِنْ غَيْرِ عِلَّةٍ فَلَمْ يُقِمْ حُدُودَهَا رَفَعَهَا الْمَلَكُ سَوْدَاءَ مُظْلِمَةً وَهِيَ تَهْتِفُ بِهِ ضَيَّعْتَنِي ضَيَّعَكَ اللهُ كَمَا ضَيَّعْتَنِي وَلَا رَعَاكَ اللهُ كَمَا لَمْ تَرْعَنِي‏". (الصدوق، الأمالي: ص٢٥٦ ). فالحفاظ على وقتها يستلزم النشاط والحيوية،والقوة والإيمان للمصلي . ودُمتم في رعاية الله وحفظه.

1