جابر اليامي - الكويت
منذ 5 سنوات

 وحدة الوجود (2)

لدي سؤالان في خصوص التركيب1- من اعتراضات ابن تيمية على الاستدلال بالإمكان هو أنه يقول أن المركب ليس إلا مجموعة أجزاء، والمركب يفتقر إلى أجزائه جميعها فبالتالي يكون المركب مفتقراً إلى نفسه وهذا يعني الغنى والاكتفاء بالذات فكيف يُرفع هذا الإشكال؟2- عندما نقرر أن الله تعالى لا يجوز عليه أ يكون مركباً هل يوجد مانع عقلي يمنع من أن يكون الله تعالى بنفسه جزءاً من مركب؟


الأخ جابر المحترم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أولاً: الإشكال على التركيب ياتي من عدة وجوه:الوجه الأوّل: إنّ المركب هو مجموع أجزائه، وأنه يكون بالأجزاء لا من دونها، فتكون الأجزاء أقدم ذاتاً من المركب والمركب حادث ذاتاً بالأجزاء، ويكون الحدوث زمانياً في الأمور الزمانية، وذلك لتقدم الأجزاء على المركب زماناً كما هو مبرهن عليه في الفلسفة.الوجه الثاني: سلمنا أنّ المركب المفتقر إلى اجزائه مفتقر إلى نفسه، ولكن حين يكون اللحاظ هو مجموع الأجزاء، ولكنه كذلك مفتقرا إلى كلّ جزء من اجزائه على حدة والمركب ليس هو بعض أجزائه بل كلّها ... المزید وحينئذ يثبت افتقاره إلى غيره لأن كلّ جزء على انفراده غير المجموع، فيكون المجموع المدّعى أنّه نفس المركب يفتقر إلى غيره من الأجزاء وهي غيره قطعاً.الوجه الثالث: إن مفهوم الغنى الذاتي معناه الغنى المطلق من جميع الوجوه، وما ذكر في مفروض السؤال هو غنى من وجه واحد، وهو غنى المركب بلحاظ المجموع أو من حيث مجموع اجزائه. ثانياً: من المحال عقلاً أن يكون الله جزءاً من مركب وذلك لانه سيكون محتاجاً إلى غيره من الأجزاء المؤلفة لذلك المركب واذا كان ذلك الجزء غنياً فلا يجتمع حينئذ مع الأجزاء الأخرى، لأن اجتماعه معها دليل فقره اليها، ويرد الإشكال على المركب هل يكون اقوى منه ام اضعف؟ هل يكون اكمل منه أم أخس؟ هل يكون الاله غيره ام ان الاله هو ذلك الجزء؟ وهناك عدة إشكالات غير هذه لا يناسب ذكرها المقام.ودمتم في رعاية الله