م / عبد المنعم - العراق
منذ 4 سنوات

 وحدة الوجود (1)

يقول الطبطبائي في تفسير الميزان مايلي قوله تعالى: (( الذي خلق الموت و الحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا و هو العزيز الغفور )) الحياة كون الشيء بحيث يشعر و يريد, و الموت عدم ذلك لكن الموت على ما يظهر من تعليم القرآن انتقال من نشأة من نشآت الحياة إلى نشأة أخرى كما تقدم استفادة ذلك من قوله تعالى: (( نحن قدرنا بينكم الموت - إلى قوله - فيما لا تعلمون )) (الواقعة:61), فلا مانع من تعلق الخلق بالموت كالحياة. على أنه لو أخذ عدميا كما عند العرف فهو عدم ملكة الحياة و له حظ من الوجود يصحح تعلق الخلق به كالعمى من البصر و الظلمة من النور انتهى كلامه استفساري هو: كيف يكون للموت حظ من الوجود وهو عدم ملكة الحياة اذا أخذناها عرفيا مع أن الوجود نقيض العدم؟ شكرا


الأخ المحترم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته عدم الملكة والملكة ليسا كالنقيضين لا يجتمعان ولا يرتفعان, فهما يمكن ارتفاعهما في محل لا تصح فيه الملكة وإن لم يصح اجتماعهما في محل واحد في زمان واحد من جهة واحدة, فلا يقال للحجر أنه أعمى, لأنه ليس من شأنه أن يكون بصيراً, ولا يقال له أعزب لأنه ليس من شأنه أن يكون متزوجاً. وحينئذ فالعزوبة والعمى بلحاظ انتساب كل منهما إلى المحل له حظ من الوجود, فليست العزوبة هي عدم الوجود وإنما عدم الزواج ويمكن أن تحمل على فاقد الملكة من خلال قضيّة معدولة المحمول والحمل نوع وجود بينما لا يصح حمل اللاوجود على شيء فيقال: هذا الشيء الكذائي ليس بموجود وبين القضيتين فرق دقيق قلّ من يلتفت إليه. وهكذا الموت فإنه فقد الحياة وهذا المعنى يمكن أن يحمل في قضية موجبة معدولة المحمول على الموضوع الذي هو محل الملكة فمن هنا كان له حظ من الوجود فتأمل. ودمتم في رعاية الله