logo-img
السیاسات و الشروط
( 26 سنة ) - العراق
منذ 11 شهر

كيفية تربية طفل في بيئة غير صحية

مطلقةوسبب طلاقي هو ان والد ابني شاذ ابني كان عمره3 شهور والان عمره 4 سنوات والدي تارك الصلاة واسلوبه وتعامله معي سيئ حتى ابني تعلم من والدي السب والشتم والضرب والكلمات البذيئةواصبح ابني عصبي وعندمايطلب حاجةيريدها بنفس اللحظة ويتجاوز علية بالسب والبصق والضرب والكلمات الغيراخلاقيةوانا يصعب عليةالسيطرةعليه ارشدوني الى طريقةاتعامل معه بها وكيف اربيه في هذاالعمر واني ممنوعةمن الخروج من المنزل بسبب جهل والدي وضعف ايمانه فهوكثير الشك فيني ولايبالي لتصرفات ابني والفاظ يتصرف امامه ويتلفظ بكلام غير مقبول


وعليكم السلام ورحمة اللّٰه وبركاته أهلاً بكم في تطبيقكم المجيب في هذه الظروف- ابنتي الكريمة- ليس لكم ملجئ ولا منجى إلا لله الواحد المتعال جلَّ في علاه، فهو السند والعضد والراعي والحامي والساتر. التزمي بصلاتك وصومك وحافظي على حشمتك وعفتك وطهارتك ونقاء سريرتك واصبري إن الله مع الصابرين، يقول تعالى: ﴿قُلْ يَا عِبَادِ الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا رَبَّكُمْ ۚ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَٰذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ ۗ وَأَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةٌ ۗ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ﴾ [الزمر: ١٠]. فاطلبي منه سبحانه العون والمدد وهو قريب يجيب دعوة الداع إذا دعاه، بل هو أقرب إليكم من حبل الورد، بل يحول بين المرء وقلبه وهو الرحيم المنان على عباده. توسلي بالله تعالى واجعلي الزهراء (عليها السلام) قدوة وأسوة وسيري على خطاها والله لن يخذلك عند رجاء عطفه ورحمته. نسأل اللّٰه تعالى أن يغير حالكم إلى أحسن حاله. لكن كي نفهم أطفالنا علينا أن نفهم أولاً: لن ينصلح حال تربية الطفل في مجتمعنا حتى ندرك يقيناً: - أن الطفل لا يبكي دون سبب. - لا يقوم بأي تصرف دون سبب سواء (قضم الاظافر، رمي الالعاب، ترك الطعام بالفم ..الخ). - عندما تعترضنا مشكلة في علاقتنا مع طفلنا، فالسبب حتماً ليس الطفل. - عندما نشعر بتوتر في العلاقة أو يأس او (طفلي جنني) علينا أن نتأكد أنه يشعر بأضعاف مضاعفة من المشاعر السلبية، ويعبر عنها بطريقتك التي لا نحاول فهمها. - أطفالنا أهم من كل الناس، ومن حكي الناس، ومن العلاقات الاجتماعية والعائلية والسهرات والجمعات. - حرية الطفل واحترامه حق يولد معه، ليس منة ولا فضلاً منا. -الطفل كائن بسيط، والعلاقة بين المربي والطفل علاقة حب وعطف وصداقة، ليست حرب! -لا وجود لكلمة عقاب في التربية، الهدف التوجيه المبني على اسس مليئة بالحب والاحترام وعليه قد وجهت الروايات الشريفة إلى أهميّة ترك الولد بحرية في اللعب مع الحفاظ عليه قدر الإمكان وإبعاده عن المخاطر في أوّل سبع سنين، ثمّ تأديبه ومراقبته ومحاسبته على أفعاله في السنوات السبع الثانية، ثمّ مصاحبته وإشعاره بنوع من الاستقلاليّة في السنوات السبع الثالثة. فعن نبيّ الإسلام (صلى الله عليه وآله وسلم): "الولد سَيّدٌ سبع سنين، وعَبْدٌ سبع سنين، ووزير سبع سنين".(الطبرسي، مكارم الأخلاق:ص٢٢٢). وأكّد الإسلام في مرحلة السبع السنين الأولى من عمر الولد على أمور عدّة نعرض منها: 1- العاطفة مع الأطفال: دعا أهل البيت (عليهم السلام) إلى الاهتمام، في هذه المرحلة الحساسة من عمر الطفل، بالجانب العاطفيّ الذي له أثر كبير في مستقبل الطفل. فقد يولِّد الفراغ العاطفيّ وعدم الاهتمام بالطفل وملء كياته بالحبّ والحنان، آثاراً لا تُحمد عقباها في المستقبل، وتشير بعض دراسات علم النفس إلى أنّ اللّجوء إلى المخدّرات قد يكون أحد أسبابه عدم الاهتمام العاطفيّ بالطفل من قِبل والديه، فيلجأ في شبابه إلى تعاطي المخدِّرات. من هنا أكَّدت روايات الإسلام على ملء الجانب العاطفي، كما نلاحظ ذلك في كلام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) لابنه الإمام الحسن (عليه السلام): "وجدتك بعضي، بل وجدتك كلّي، حتى كأنَّ شيئاً لو أصابك أصابني، وكأنَّ الموت لو أتاك أتاني". (المجلسي، بحار الأنوار:ج٧٤،ص٢١٧). 2- الصبر على الأطفال: وأمر الإسلام بالصبر على ما يلاقيه الوالدان من الطفل، لا سيَّما في السنين السبع الأولى التي يصدر فيها عن الطفل ما يرهق الوالدين، ويشغل بالهما، فكثيراً ما قد يبكي، وكثيراً ما قد يمرض، وكثيراً ما قد يشاغب في لعبه. وعلى قاعدة "الولد سيّدُ سبع" أمر الإسلام بالصبر على كلّ هذا مبيِّناً الأجر الذي يمنحه الله تعالى للوالدين، أو المصلحة للطفل حينما يكبر. وإضافة إلى ما مرَّ أكّد الإسلام على لزوم تفهّم الوالدين لمرحلة الطفولة في التعامل مع الأولاد، فلا بدَّ للأب - وكذا الأمّ - أن يترك شأنه ومقامه الاجتماعيّ، بل ما يستدعيه عمره في التعاطي مع الناس في المجتمع؛ لينزل إلى مستوى طفولة الولد فيلاعبه بكلّ عطف وحنان ورحمة، وهذا ما بيَّنه النبيّ الأعظم (صلى الله عليه وآله وسلم) في قوله: "من كان عنده صبيّ فليتصابَ له".(الريشهري، ميزان الحكمة: ج ٤ ،ص ٣٦٧٠). وقد مارس النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) بمرأى المسلمين التصابي للأطفال وذلك حينما رأوه يحبو والحسن والحسين (عليهما السلام) على ظهره، وهو يقول: "نِعمَ الجمل جملكما، ونِعمَ العدِلان أنتما".(ابن شهر آشوب، مناقب آل أبي طالب:ج٣،ص١٥٨). وإذا خضنا في مضمار التربية السليمة للأبناء ... المزید فعلى الأبوين أن يكون لهما الوعي التربوي الذي يبنى على أسس صحيحة ويتوفر لديهم فهم لأساليب التربية والتوجيه والرعاية وهذه نقطة البداية. فمثلاً في أسلوب التعامل مع الطفل تبرز أمامنا ثلاثة أشكال لتعامل الآباء مع الأبناء: الشكل الأول: أسلوب الدلال المفرط. وهذا الأسلوب له نتائجه السلبية الخطيرة، فإنّه يخلق شخصية هشّة متميعة وشخصية اتّكالية تحبّ الكسل والخمول مجردة من الهدف والإقدام، انهزامية غير قادرة على مواجهة التحديات وبمعنى أدق شخصية لا تثق بنفسها، شخصية متسيبة في ظل غياب المراقبة والمحاسبة وهذا التسيب يقود إلى الانفلات والانحراف. الشكل الثاني: فهو أسلوب التربية القاسية والعنف. وهذا الأسلوب أيضاً له نتائجه الخطيرة والسلبية التي يعاني منها الأبناء طوال حياتهم فهو يخلق شخصية قلقة ومتأزمة ومعقدة وخائفة وتحمل عقدة الخوف، شخصية حاقدة وعدوانية وقد تتأزم الأمور لتصبح شخصية منافقة وكاذبة خوفاً من العقاب والتعنيف ضمن حدود الأسرة، ولكن يوماً من الأيام سينطلق هذا الشخص ليواجه المجتمع ككل، فلنتصور كيف سيتعامل مع المحيطين ضمن مجالات الدراسة والعمل وهو شخصية هاربة من أجواء الأسرة وقد يعرضها للتسيب والانحراف؛ لأنّها شخصية متمردة ممّا يعرضها للعقوق. الأسلوب الثالث: التوازن. الأسلوب الصحيح يعتمد على التوازن، فمن شروط نجاح التربية التوازن في المعاملة ما بين الأمور التي تحتاج إلى شدّة وحزم ليتربى على أنّ هذه الأمور كخطوط حمراء يجب الالتزام بها . طبعاً هنا يمكن أن يعترض أحد ويقول: لا للعنف الأسري ولا لاستخدام القسوة. نعم فهناك طرق غير استخدام العنف. يكفي أن يبدي الآباء انزعاجهم مثلاً. وما بين أسلوب المرونة والحنان والاحتواء. التوازن في المعاملة. وإن الإمام زين العابدين (عليه السلام) يصرّح بمسؤولية الأبوين بتربية الطفل، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى، وأنّ التقصير في ذلك يُعرّض الآباء إلى عقاب الله. فيقول (عليه السلام): "وأمّا حقّ ولدك عليك فأن تعلم أنّه منك ومضاف إليك في عاجل الدنيا بخيره وشرّه، وأنّك مسؤول عمّا وليته به من حسن الأدب والدلالة على ربه (عزّ وجلّ) والمعونة له على طاعته. فاعمل في أمره عمل مَن يعلم أنّه مثاب على الإحسان إليه معاقب على الإساءة إليه". (الطبرسي، مكارم الأخلاق:ص٤٢١). ودمتم بحفظ الله ورعايته