logo-img
السیاسات و الشروط
ياصاحب الزمان ( 17 سنة ) - العراق
منذ 9 أشهر

البعرة تدل على البعير

يوجد قول للإمام علي (عليه السلام) كيف عرفت الله؟ فقال: "البعره تدل على البعير والإثر يدل على المسير فسماء ذات ابراج وأرض ذات فجاج أفلا تدل على العلي الخبير". سؤالي: هل يعقل أن الإمام علي (عليه السلام) في السطر الأول يتكلم عن الله هكذا وعن وجوده بهذه الصيغة بأن البعرة تدل على البعير؟!! يعني يمكن هو الكلام عادي عدنا هكذا مصطلحات، لكني لا استوعبها بحكم أني لا أعرف كثيراً عن الدين وصيغته. أتمنى أن توضحوا لي هذا الأمر. كيف يضرب أمير المؤمنين مثلاً عن الله بهذه الصيغة؟ وشكراً لكم.


وعليكم السلام ورحمة اللّٰه وبركاته أهلاً بكم في تطبيقكم المجيب ١- هذا القول لم يثبت أنه لأمير المؤمنين (عليه السلام)، والظاهر إن أول من نسبه لأمير المؤمنين (عليه السلام ) هو الشيخ مُحمّد بن محمد السبزواري في كتابه (جامع الأخبار) والمؤلف من علماء القرن السابع فكتابه ليس من كتب الحديث الأصلية كما أنه نقل الحديث مرسلاً بلا سند، فالقول مرسل وغير مسند فلا يمكن الجزم بنسبته إلى أمير المؤمنين (صلوات اللّٰه عليه). لكن كتب السنة والشيعة الأقدم زمانا من هذا الكتاب نسبت هذا القول لأعرابي لا لأمير المؤمنين ( عليه السلام ). فمن كتب الشيعة جاء في روضة الواعظين للفتال النيسابوري، ج١، ص(٣١): وَقِيلَ لِبَعْضِ الْأَعْرَابِ مَا الدَّلِيلُ عَلَى أَنَّ لِلْعَالَمِ صَانِعاً فَقَالَ وَيْحَكَ إِنَّ الْبَعْرَةَ تَدُلُّ عَلَى الْبَعِيرِ وَآثَارَ الْقَدَمِ تَدُلُّ عَلَى الْمَسِيرِ فَهَيْكَلٌ عُلْوِيٌّ بِهَذِهِ اللَّطَافَةِ وَمَرْكَزٌ سُفْلِيٌّ بِهَذِهِ الْكَثَافَةِ أَمَا يَدُلَّانِ عَلَى الصَّانِعِ الْخَبِيرِ. ومن كتب السنة جاء في تفسير الرازي، ج٢، ص(٩٩): سئل أعرابي عن الدليل فقال: البعرة تدل على البعير، والروث على الحمير، وآثار الأقدام على المسير، فسماء ذات أبراج، وأرض ذات فجاج وبحار ذات أمواج، أما تدل على الصانع الحليم العليم القدير. ٢- لا مشكلة في هذه الكلمات، ولعله قد جيء بها لأجل ايصال الفكرة واقناع السائل بمثال محسوس يناسب بيئته التي يعيش فيها ومدى ادراكه، فقد رويّ عن النبي (صلى اللّٰه عليه وآله): "أمرنا أن نكلم الناس على قدر عقولهم" (ميزان الحكمة، محمد الريشهري، ج١، ص٥٥٠). ودمتم في أمان اللّٰه وحفظه.