سبب عدم جمع الإمام علي بين الظهر والعصر

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته إنما يجمع الشيعة بين الصلوات لوجود الدليل على ذلك: رَوَى عَبْدُ اَللَّهِ بْنُ سِنَانٍ عَنِ اَلصَّادِقِ عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ : «أَنَّ رَسُولَ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ جَمَعَ بَيْنَ اَلظُّهْرِ وَ اَلْعَصْرِ بِأَذَانٍ وَ إِقَامَتَيْنِ وَ جَمَعَ بَيْنَ اَلْمَغْرِبِ وَ اَلْعِشَاءِ فِي اَلْحَضَرِ مِنْ غَيْرِ عِلَّةٍ بِأَذَانٍ وَاحِدٍ وَ إِقَامَتَيْنِ» . من لا يحضره الفقيه ج ۱، ص ۲۸۷ هذا من مصادر الشيعة . أما مصادر السنة فروى مسلم في صحيحه: صَلَّى رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ الظُّهْرَ وَالْعَصْرَ جَمِيعًا بالمَدِينَةِ، في غيرِ خَوْفٍ، وَلَا سَفَرٍ. قالَ أَبُو الزُّبَيْرِ: فَسَأَلْتُ سَعِيدًا: لِمَ فَعَلَ ذلكَ؟ فَقالَ: سَأَلْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ كما سَأَلْتَنِي، فَقالَ: أَرَادَ أَنْ لا يُحْرِجَ أَحَدًا مِن أُمَّتِهِ الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم ص 705 فمن خلال ما تقدم إتضح أن الشيعة إنما يجمعون بين الصلوات لأن رسول الله (صلى الله عليه واله) فعل ذلك وقال الله تعالى في سورة الحشر، آية 7(( وَ ما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَ ما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَ اتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقابِ)) وسبب الجمع كما ذكر إبن عباس :أَرَادَ أَنْ لا يُحْرِجَ أَحَدًا مِن أُمَّتِهِ. و أما مرد الشمس لأمير المؤمنين لصلاة العصر : ١-لم يقل أحد بوجوب الجمع بين الصلاتين و انما هو رخصة فيجوز الجمع كما يجوز التفريق فلا يُعد ما ذكرتموه مانعًا من جواز الجمع ،فلو ثبت تفريق امير المؤمنين بين الصلاتين فلا يدل الا على جواز التفريق لان فعل المعصوم لا يدل على اكثر من الجواز، و لعلل التفريق بين الصلاتين في الحادثة المذكورة(لو ثبت ) كان قبل تشريع الجمع بين الصلاتين، فالجمع لم يكن في بداية الدعوى الإسلامية. ٢- القول بأن الامام قد صلى الظهر ففرق بين الصلاتين بفاصل في الحادثة المذكورة لم يثبت فلعله لم يصل الظهر أيضًا لكونه كان مشغولاً وقتها بما شغله عن العصر فصلى الصلاتين بعد رجوع الشمس، أو حصل المانع بعد صلاة الظهر بلا فاصل فانشغل الامام ولم يصلِ العصر، فلا تكون الحادثة المذكورة منافية لتشريع الجمع بين الصلاتين.