logo-img
السیاسات و الشروط
عبدُ الله ( 18 سنة ) - العراق
منذ 11 شهر

صحة حديث العفة والجهاد

السلام عليكم (ما المجاهد الشّهيد في سبيل الله بأعظم أجراً ممّن قدر فعفّ لكاد العفيف أن يكون ملكاً من الملائكة). ما صحة هذا الكلام؟ وهل هو في نهج البلاغة؟


وعليكم السلام ورحمة اللّٰه وبركاته أهلاً بكم في تطبيقكم المجيب ابنتي الكريمة، ورد هذا النص في نهج البلاغة، تحقيق صبحي الصالح، ص(٥٥٩). وإليكم شرحه كما جاء في كتاب: الأمثال والحكم المستخرجة من نهج البلاغة، محمد الغروي، ص(٣٢٥): قال (عليه السّلام): "ما المجاهد الشّهيد في سبيل الله بأعظم أجراً ممّن قدر فعفّ لكاد العفيف أن يكون ملكاً من الملائكة". نفي أعظميّة الأجر يلازم إمّا المساواة مع أجر العفيف، أو يكون الشّهيد أقلّ والوجه في ذلك أنّ العفّة بما لهذه الكلمة من معنى هي الجهاد الأكبر، والقتل في سبيل الله الجهاد الأصغر، والأكبر أعظم أجراً من الأصغر لا محالة. وبيانه: بأنّ من يقدر على ارتكاب الشّهوات والمحرّمات، فيعفّ عنها ويقدّم رضا الله (عزَّ وجلَّ) على رضا نفسه وهواها، هو بمنزلة من يقتل في كلّ يوم سبعين مرّة، والمجاهد بالسّيف مرّة واحدة. وقد روى الشّيخ الصّدوق بالسند الصّحيح عن أمير المؤمنين (عليه السّلام) قال: "إنّ رسول اللّٰه (صلَّى اللّٰه عليه وآله) بعث سريّة، فلمّا رجعوا قال: مرحباً بقوم قضوا الجهاد الأصغر وبقي عليهم الجهاد الأكبر، قيل: يا رسول اللّٰه وما الجهاد الأكبر؟ فقال: جهاد النّفس" «وإنّ أفضل الجهاد من جاهد نفسه الَّتي بين جنبيه». ثمّ العفّة صنوف: عفّة اليد عن جنايات تخصّها، وعفّة اللَّسان كذلك، وعفّة الفرج وهي العظمى، وعفّة البطن، وعفّة سائر الأعضاء، كلّ بحسبه، فمثلاً عفّة البصر عن النّظر إلى ما لا يحلّ، وهكذا ... المزید ودمتم في أمان اللّٰه وحفظه.

3