وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أهلا وسهلا بكم في تطبيق المجيب
إن لفظ المعصوم لا يصح بالنسبة لله تعالى لا لفظا ولا معنى.
أما عدم صحة إطلاقه عليه تعالى لفظا، فلأن معصوم على وزن مفعول، وهو إسم مفعول، بمعنى أن العصمة قد أعطيت إليه من غيره، والله تعالى يجل عن يعطى شيء من غيره.
وأما معنى فلأن المعصوم هو الذي لا يرتكب الخطأ بمعنى ان هناك حق وباطل موجودان بغض النظر عن شخص المعصوم، ثم المعصوم لا يفعل ما هو باطل، بل يكون مطابقا للحق في قوله وفعله، وهذا المعنى منتفٍ بالنسبة لله تعالى، لأن الله هو جاعل الحق وواضعه، فلا نقيس افعاله بأنها تطابق الحق او لا تطابق، لذا عندما تعبر الروايات عن أمير المؤمنين عليه السلام تقول ( علي مع الحق والحق مع علي ) ( بحار الأنوار ، المجلسي ، ج٣٨ ، ٢٩ )
وأما بالنسبة لله تعالى فلا نقول إنه تعالى مع الحق، بل الحق يأتي من الله تعالى، قال تعالى (( ٱلۡحَقُّ مِن رَّبِّكَ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ ٱلۡمُمۡتَرِينَ )) ( آل عمران ، ٦٠ ) قال العلامة الطباطبائي رحمه الله ( قوله: الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ من أبدع البيانات القرآنية حيث قيد الحق بمن الدالة علی الابتداء دون غيره بأن يقال: الحق مع ربك لما فيه من شائبة الشرك و نسبة العجز إليه تعالی بحسب الحقيقة ) ثم قال ( فالحق كله منه تعالی كما أن الخير كله منه، و لذلك كان تعالی لا يسأل عما يفعل و هم يسألون، فإن فعل غيره إنما يصاحب الحق إذا كان حقا، و أما فعله تعالی فهو الوجود الذي ليس الحق إلا صورته العلمية ) ( الميزان ، الطباطبائي ، ج٣، ٢٤٦-٢٤٧ )