بسم الله الرحمن الرحيم وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته اهلا بكم في تطبيقكم المجيب من الامور المهمة التي تعد اصلا من اصول الدين هي عدالة الله تعالى وان الله تعالى لا يظلم احدا وانما ((ذلِكَ بِما قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ وَ أَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِظَلاَّمٍ لِلْعَبِيدِ))(آل عمران، آية 182) نعم نحن قد لا نعرف تفسير بعض الافعال وانسجامها مع العدل الالهي وعدم معرفتنا لا يمكن ان يكون سببا في هدم اصل العدالة فالجواب الاول هو التسليم لعدل الله تعالى وانه الله لا يمكن ان يصدر منه ظلم بالعباد الجواب الثاني: ان من مسؤلية الاباء الحفاظ على الاطفال من ان يصيبهم المكروه او ان يتسببوا باي الم يقع على اطفالهم فلا يعذر الاباء اذا قصروا في حفظ ابنائهم وعليهم ان يحفظوا ابنائهم حتى من انفسهم فاذا كان الاب مثلا مصابا بمرض معد فان العقلاء يلزمونه ان يبعد ابناءه عنه كي لا يهلك بعدوى مرض ابيه اذا اتضح هذا نقول ان الله تعالى ارسل الانبياء مبشرين ومنذرين واعطى العقل للانسان يحتار مافي صلاحه وخيره ونجاته فالاباء الذين يختارون اتباع الانبياء والايمان بالله تعالى هم في الحقيقة اختاروا النجاة لانفسهم ولاطفالهم ومن يختار الكفر والعذاب فهو قد اختار العذاب لنفسه ولاطفاله فهو كما لو القى ابنه من الجبل فان هذا العمل ليس من الله بل هو من اختيار الاباء وكذلك العذاب النازل على العباد باختيارهم فانه يشمل الاطفال لأجل اختيار آبائهم العذاب لاطفالهم. الجواب الثالث: ان انقاذ الاطفال لو قلنا به فكيف يكون لابد ان يكون باخراج الاطفال من منطقة العذاب بان ياخذهم نبي الله نوح (على نبينا واله وعليه السلام) في السفينة معه والسؤال هنا ، لو طلب نبي الله نوح (عليه السلام) من الناس قبل ان ياتي الطوفان ان يعطوه اطفالهم فهل تتوقع انهم يعطونه اطفالهم ؟!! بالتاكيد لا يقبلون فهم لا يرحمون اطفالهم باختيارهم النجاة من العذاب ولا يقبلون ان تشملهم رحمة الخالق فالظلم والتعدي كله كان بيد ابائهم لا من الله تعالى. ومن كل هذا يتضح ان الله تعالى لا يظلم العباد ((وَ ما ظَلَمْناهُمْ وَ لكِنْ كانُوا هُمُ الظَّالِمِينَ))(الزخرف، آية 76). تحياتي لكم ودمتم بحفظ الله ورعايته