يقول السيد النابلسي بشأن الفرق بين وحدة الوجود وكثرة الموجود أن الوجود هو الحق، والموجود شئ ظهر به الوجود، والموجودات كثيرة , والوجود واحد وحقيقة واحدة، والوجود ليس صفة وليس صفة للحوادث، والوجود كل شيء قائم به فإذا قام به الشيء يقال له موجود، والوجود لا يختلف ولا يتعدد وهو واحد في نفسه وإن كثرت الأشياء القائمة به وتعددت .
فما هو رايكم بهذا القول؟
الأخ محسن المحترم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الشيخ (عبد الغني النابلسي) متصوف يعتقد بوحدة الوجود على مشرب الصوفية، وله أبيات شعرية تشير إلى عقيدته تلك: وجودي جل عن جسمي ***** وعن روحي وعن عقلي
وعن شرعي وتكليفي ***** وعن حكمي وعن نقلي
وعلمي ليس يدركه ***** سوى من لم يزل مثلي إلى آخر أبياته التي يظهر فيها جلياً قوله بوحدة الوجود والموجود، وتسمى قصيدته هذه بالقصيدة الشطحية لكثرة ما ورد فيها من الشطحات ..
فقوله في البيت الأول: ((وجودي جل عن جسمي))، فيه إشارة جلية إلى نفي الوجود إلاّ عن الله تعالى فوجود ما سواه باطل.
وهذا شبيه بقول الحلاج: ((ليس في الجبة إلاّ الله))، تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً.
ومنه قول ابن عربي في فتوحاته: (( ليس في الجبة شيء غير ما قاله الحلاج يوماً فأنعموا ))
ومضامين هذه الأقوال واحدة، والإعتقاد بمثل هذه العقيدة كفر عند مذهب أهل البيت(عليهم السلام)، لأنه يستلزم الحلول والإتحاد وكلاهما باطل، إذ لا ينبغي للواجب أن يتصل بالممكن أو القديم بالحادث لاختلاف الرتبة .
ودمتم في رعاية الله