صعوبة التخلص من العادة السرية
السلام عليكم اني اعاني من ذنب العاده السريه حاولت بكل الطرق اتركها الصوم والقران تجنب المواقع غض البصر كلشي جربت اسوي اراده وعزيمه حنى اترك بعد خمس ايام ارجع المشكله ما اكدر اقول لرب العالمني اني اريد اتوب لان جاي العب ويه روحي وارجع زين اذا ما سويتها راح اوصل للزنا وصلت للزنا بس تبت منه واذا اترك العاده ارجع اقوه من قبل وهلشي يكرهني بروحي خصوصاً من اصلي ..... تعبت من العاده اريد اترك ما اكدر
وعليكم السلام ورحمة ورحمة الله وبركاته ابني العزيز، عافاكم الله من كلّ داءٍ، وشفاكم من تبعات كلّ ذنبٍ أو تعدّي لحدود المولى سبحانه، وأنار الله لكم قلبكم وطريقكم. أيها المؤمن، يا من أرهقه الأسف على ما مضى، حتى علق بتبعات مخالفة عهوده مع سيده وحبيبه ومولاه الله تعالى، قمْ فطهر نفسكَ بالتوبة واطرق بابه بندمٍ وبرجوع كلك أملٌ فيه سبحانه. يا قرّة العين، المولى الحق المتعال محبٌّ لعبده، بل ويشتاق إلى توبة عبده ورجوعه إليه، فكم ينتظر المولى لرجوع عبده إليه!! وهنا، يجب عليكم الوفاء بالعهود التي قطعتموها على أنفسكم شيئاً فشيئاً، وتتوبون كذلك من كلّ ذنب قدّمتوه وصدر منكم، وإليكم بعض النصائح التي تنفعكم في هذا المجال، وهي: ١- يجب عليكم النظر إلى أنفسكم لرقابتها من حيثية الذنب الذي يأتيكم منه الشيطان، وتعمدوا على سدِّ الباب بوجهه، وتمنعوا النفس من التجاوب معه، وذلك بقطع الاستمرارية في المتابعة للشيطان. ٢- المشكلة الكبيرة للنفس هو تعويدها على أمرٍ معين، فتعتاد عليه، فإن تعوّدت على المعصية وألفتها، ورغبتها، وسوّلت للإنسان نفسه بمتابعتها، حتى صار يتفاعل ويستجيب لها، وأسلس قياد ذاته للمعصية، ولآمّارية النفس حتى بلغت به المرتبة أن يفعل المعصية ولا يستطيع تركها، وتحتجزه قيود المعصية، وكل سبب ذلك العادة التي طبّع نفسه عليها حتى أضعف إرادته في منع النفس عن مراجعتها للمعاصي، ولذلك يجب تقوية الإرادة!!! ٣- ما ينفع في تقويّة الإرادة، هو أن تمرّن النفس على الصلابة والمواجهة أمام الممنوع عليها، فترفض كلّ ما يخالف الحق، وتصبر على ذلك، وتتمرن كذلك على ترك الصغائر، وإلهاء النفس بأمرٍ آخر لتنسى ما تريده من المعصية. يعني جعل للنفس بدائل من المباحات والرياضات الروحية ليمتلئ هارد الذهن بقضايا جديدة لها صدى جديد من الخير والمنفعة يعود عليه. ٤- عليكم باعداد جلسة محبة خاصة ومنتظمة للدعاء والمناجاة مع المولى تبارك وتعالى، وتقرأون المناجاة كدعاء أبو حمزة الثمالي، أو مناجاة شهر شعبان، وتستحضرون أنفسكم أمام المولى وأنتم فقراء، ومساكين ومتعبين من النفس التي أبعدتكم عن المولى الحبيب، وحاولوا جاهدين أن تملئوا قلوبكم حزنا كبيراً وخشوعاً حتى تنفجر العيون بالدمع وتأنّ النفس أنين الثكلى بين يديه سبحانه، وعند ذاك فدونكم دونكم فهذه الحال هي من مظانِّ استجابة الدعاء. ٥- وعليكم كذلك أن تعقدوا جلسة حب ومناجاة مع السادة المعصومين من الأئمة عليهم السلام، وتخاطبوهم بخطاب الغريق الذي ليس له نجاة إلا يد العون من سادته الذين هم سفن النجاة، وهنا يكون الإمام الحسين عليه السلام هو سفينة النجاة، فليكن لكم تعلق شديد به عليه السلام. وكذلك السيدة العظيمة الزهراء عليها السلام هي المنجية من كلّ هول وهلاك. ٦- عليكم برفض اليأس والقنوط من جميع قلبكم، وليكن فيه الحب لله تعالى والسرور به، ومحبة كل مايأتي منه، فقطعاً هو لأجل مصلحة العبد، وهنا عليكم بتحسين العلاقة مع الله تعالى، فتنظروا إلى آثاره في نفوسكم من رسايل الحب والحنان والتفضل والامتنان للنعم الجسام التي منه فيكم، حتى تتلمسوه في كلّ شيء وتجدوه ظاهراً لكم في كلّ شيء. ٧- عليكم بالصدق مع نفوسكم ولا تغشّوها وتخدعوها، بالتسويف والمماطلة والضحك عليها بالافعال التي ليست هي بشيء، ولذلك جربوا فاعلية صدقكم مع النفس في مقدار إلتزامكم بالصلاة، هل تحبونها وهل تنصهرون في الصلاة وهل هي ثقيلة أو سهلة جميلة تشتاقون إليها، هل يكون لكم حضور في الصلاة، وخشوع وبكاء، أو أنها ليست بشيء. نعم، ليكن لنا محاولات ومحاولات في أن تكون صلاتنا بمرتبة عالية وبحضور عالي وما شابه ذلك. هذا، ما نعتقد أنّه نافع فجربوها واستمروا عليه، فإنّ له آثار كبيرة وعظيمة وهو برنامج قوّي يصنع المعجزات لو كان الصدق في العمل والتطبيق. وعلى الله توكلي وهو حسبنا ونعم الوكيل.