سلام عليكم
انا بنت عقدت عقد شرعي على شاب ونحن الآن في فترة الخطوبة وزوجي شاب ذو خلق ودين فعلاً وأنا أحبه وهو يحبني حب صادق لكن الآن الشيطان بدأ يوسوس لي بوساوس حول زوجي أنه يفعل كذا أو هو ليس الشخص المناسب أو انا أخطأت في اختياري أو أنه ستحدث أمور ليست جيدة بعد الزواج .. وهذا الموضوع يؤثر على علاقتي بزوجي وحتى على نفسيتي لأني أتعب جداً وأحياناً أفكر فعلياً في الانفصال حتى ارتاح و أحياناً أتسائل هل هذه فعلاً وساوس أو حقيقة ؟ انا اريد ان اعرف هل هذه وساوس أو حقيقة لأني أحس بضيق شديد في صدري
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أهلاً وسهلاً بكم في برنامج المجيب
قال أمير المؤمنين عليه السلام: يا ابن آدم لا تحمل هم يومك الذي لم يأتك على هم يومك الذي قد أتاك، فإنه إن يك من عمرك يأت الله فيه برزقك
أبنتي العزيزة: لا داعي لتضخيم الأمور بدون دواعي حقيقية للأمر،إذا كان الشاب من أهل الإيمان، وظاهره الصلاح، وحسن السلوك بين أقرانه ومعارفه،أو كما تعرفتي عليه من قريب خلال هذه الفترة،فلا داعي للتفكير السلبي إذا لم يكن هناك مؤشرات عليها.
نعم ما يساورك من قلق هو قلق طبيعي،لخوفك من القادم المجهول،فشخص لو اراد أن ينتقل من مدرسة إلى أخرى ساوره هذا الشعور،وحسن بالضيق والقلق لخوفه من عدم الارتياح بالمدرسة الاخرى، وعدم ايجاد اصدقاء يتفهمونه كاصدقاءه في هذا المدرسة، وغيرها من الهواجس، وهي هواجس طبيعية إذا بقت بحدود الهواجس، ولم تأثر على قرارات تم أخذها بتعقل، وإستشارة،وتروي.
وهكذا أمر زواجك، وخطبتك، فأنت لم تقرر الإقتران بهذا الشاب إلا بعد تروي وتفكير و والسؤال عنه، و حوار مفتوح طويل المدة، ثم قررتي و حسمتي أمرك،فلا تركني إلى هواجس غير موجودة إلا في مخيلتك، وتنبذين عرف العقلاء وعادات الأسوياء.
فلا داعي لضيق الصدر بدون مبرر حقيقي، وحتى خطيبك لو صارحتيه لوجدي لدي بعض القلق، وهذا أمر طبيعي فهو كذلك له هواجسه هل تنسجمين مع أهله، هل يستطيع إن يجمع بينك وبين أهله عند الخلاف وغيرها من الهواجس الخوف والقلق.
نعم إذا كان هناك مبررات حقيقية للخوف، فلا تتأخذي خطوات سريعة بدون إستشارة، وبعد ذلك قرري.
اسعدك الله وأبهجك، وصرف عنك السوء، وابعد عنك الهمّ والحزن
ودمتم بحفظ الله ورعايته