logo-img
السیاسات و الشروط
Fatima ( 27 سنة ) - العراق
منذ 11 شهر

سبب طلب آسيا بيتاً في الجنة

السلام عليكم لماذا اسيا بنت مزاحم زوجة فرعون طلبت من الله بيتاً في الجنه ولم تطلب قصر ، كقوله تعالى (وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِّلَّذِينَ آمَنُوا امْرَأَتَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِندَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِن فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (11) سورة التحريم


عليكم السلام ورحمة الله وبركاته تفسير الأمثل - الشيخ مكارم الشيرازي رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتاً فِي الْجَنَّةِ وَ نَجِّنِي مِنْ فِرْعَوْنَ وَ عَمَلِهِ وَ نَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ‌ و قد استجاب لها ربّها و جعلها من أفضل نساء العالم إذ يذكرها في صفّ مريم. ‏في رواية عن الرّسول صلّی اللّه عليه و آله و سلّم: «أفضل نساء أهل الجنّة خديجة بنت خويلد، و فاطمة بنت محمّد و مريم بنت عمران، و آسيا بنت مزاحم امرأة فرعون‌ [الدرّ المنثور، ج ٦، ص ٢٤٦.]٥. ‏و من الطريف أنّ امرأة فرعون كانت تستصغر بيت فرعون و لا تعتبره شيئا مقابل بيت في الجنّة و في جواره تعالی، و بذلك أجابت علی نصائح الناصحين في أنّها ستخسر كلّ تلك المكاسب و تحرم من منصب الملكة (ملكة مصر) و ما إلی ذلك. لسبب واحد هو أنّها آمنت برجل راع كموسی. تفسير الميزان - السيد محمد حسين الطباطبائي قوله: «إِذْ قالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتاً فِي الْجَنَّةِ» لخص سبحانه جميع ما كانت تبتغيه في حياتها و ترومه في مسير عبوديتها في مسألة سألت ربها و ذلك أن الإيمان إذا كمل تواطأ الظاهر و الباطن و توافق القلب و اللسان فلا يقول الإنسان إلا ما يفعل و لا يفعل إلا ما يقول فيكون ما يرجوه أو يتمناه أو يسأله بلسانه هو الذي يريده كذلك بعمله. ‏و إذ حكی الله فيما يمثل به حالها و يشير إلی منزلتها الخاصة في العبودية دعاء دعت به دل ذلك علی أنه عنوان جامع لعبوديتها و علی ذلك كانت تسير مدی حياتها، و الذي تتضمنه مسألتها أن يبني الله لها عنده بيتا في الجنة و ينجيها من فرعون و عمله و ينجيها من القوم الظالمين فقد اختارت جوار ربه و القرب منه علی أن تكون أنيسة فرعون و عشيقته و هي ملكة مصر و آثرت بيتا يبنيه لها ربها علی بيت فرعون الذي فيه مما تشتهيه الأنفس و تتمناه القلوب ما تقف دونه الآمال فقد كانت عزفت نفسها ما هي فيه من زينة الحياة الدنيا و هي لها خاضعة و تعلقت بما عند ربه من الكرامة و الزلفی فآمنت بالغيب و استقامت علی إيمانها حتی قضت. ‏و هذه القدم هي التي قدمتها إلی أن جعلها الله مثلا للذين آمنوا و لخص حالها و ما كانت تبتغيه و تعمل له مدی حياتها في مسير العبودية في مسألة حكی عنها و ما معناها إلا أنها انتزعت من كل ما يلهوها عن ربها و لاذت بربها تريد القرب منه تعالی و الإقامة في دار كرامته. ودمتم بحفظ الله ورعايته.

4