( 25 سنة ) - العراق
منذ 3 سنوات

سؤال حول عذاب القبر

السلام عليكم هناك سؤال اتمنى الاجابه عليه بجواب مستند الى دليل بكل صراحه لا اعلم و لست متأكد من وجود ( عذاب القبر ) من عدمه و لكني اميل الى فكرة ( عدم وجود شيء يسمى عذاب القبر ) و الله اعلم ان الله عز و جل عادل في حكمه و حسابه لنفترض و الله اعلم ان هناك عذاب قبر و مات مثلا قابيل و هابيل في زمن النبي ادم عليه السلام منذ ملايين او الاف السنين اذا فـ عقاب القاتل مستمر في القبر منذ ملايين او الاف السنين و لنفترض ان احد المجرمين ( قاتل او سارق او زاني .... الخ ) مات في اخر الزمان لنفترض قبل قيام الساعه ب 100 او 1000 سنه الله عادل و يحاسب جميع الناس انطلاقا من نقطة الصفر اي ان جميع البشر سوف يتم حسابهم و الحكم عليهم انطلاقا من نقطه واحده اذا كيف يعاقب من كان في زمن ادم لالاف السنين او ملايين السنين و يعاقب من مات في اخر الزمان لالف سنه او 100 سنه الى قيام الساعه ؟ و كلاهما مثلا نفس العقوبه !!!! حسب علمي و الله اعلم لم يذكر شيء يدل على وجود عذاب القبر في القرآن الكريم و كذلك لم يعد احد من الموت حتى يتكلم بما رآى و كل ما سمعناه كان حديث غير مسند الا كلام النبي ( صلى الله عليه و اله و سلم ) و كلام آل البيت ( عليهم السلام ) هذا سؤالي لغرض المعرفه و العلم لا لغرض التهجم كوني طالب علم والله العالم بكل شيء


بسم الله الرحمن الرحيم وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته اهلا بكم في تطبيقكم المجيب (دلّ القرآن الكريم على وجود عذاب قبل عذاب القيامة حيث ورد في عذاب فرعون قوله تعالى: (( وَحَاقَ بِآلِ فِرعَونَ سُوءُ العَذَابِ * النَّارُ يُعرَضُونَ عَلَيهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَومَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدخِلُوا آلَ فِرعَونَ أَشَدَّ العَذَابِ )) (غافر:45-46) الآيتان الكريمتين تشيران إلى عذاب آل فرعون في البرزخ وعذابهم كذلك في الآخرة بنحو أشد، فالنار التي يعرضون عليها غدوا وعشيا هي نار البرزخ، وهذا ما أوضحه الإمام الصادق عليه السلام في بيان الاية الشريفة بقوله: (( إن هذا في نار البرزخ قبل يوم القيامة إذ لا غدو ولا عشي في القيامة... )) الحديث. وهذا العذاب حقيقي وليس مجازا، لأن البرزخ عالم حقيقي الطف من عالم الدنيا وبالتالي فالنعيم والعذاب فيه حقيقي ولكنه مناسب لطبيعة ذلك العالم، حيث أن الروح تكتسي بعد الموت قالبا مثاليا لطيفا، وحينئذ لابد من عذاب يؤثر في الجسد المثالي فلابد أن نتصور وجود اساليب وأدوات برزخية أو مثالية لغرض تنفيذ أمر الله تعالى بتعذيب الكافرين والمجرمين. و المعذبون في القبر كما دلت عليه الروايات صنفان من الناس: من محض الايمان محضا ومن محض الكفر محضا، سواء كانوا من المسلمين او من غير المسلمين فهنالك أشخاص قد محضوا الكفر محضا كنمرود وفرعون وسائر الطغاة والكفار وقتلة الانبياء والأوصياء فلابد أن يشملهم عذاب القبر. والشيخ الكليني قد عقد بابا في كتابه الكافي بعنوان باب المسائلة في القبر وذكر ثمان عشرة رواية عن الائمة الطاهرين عليهم السلام وان العلامة المجلسي في كتابه مراة العقول في شرح اخبار ال الرسول الذي هو شرح للكافي للكليني يقول بان الحديث الاول منها حسن والثالث موثق والرابع والخامس صحيح وهكذا . ثم يقول العلامة المجلسي ( اعلم ان عذاب البرزخ وثوابه مما اتفقت عليه الامة سلفا وخلفا ...) والاخبار الواردة فيه من طرق الخاص والعام متواترة المضمون) مراة العقول ج14 ص215. واما الاية من القران فنقول ان الامام جعفر الصادق عليه السلام يقول في تفسير اية (يثبت الله الذين امنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الاخرة ) اذا وضع الرجل في قبره اتاه ملكان ملك عن يمينه وملك عن يساره، وأقيم الشيطان بين يديه عيناه من نحاس، فيقال له: ما تقول في هذا الرجل الذي كان بين ظهرانيكم يزعم أنه رسول الله فيفزع لذلك فزعة ويقول إن كان مؤمنا : اعن محمد صلى الله عليه وآله رسول الله تسألني، فيقال له عند ذلك : نم نومة لا حلم فيها، ويفسح له في قبره تسعة أذرع ويرى مقعده من الجنة، وهو قول الله : (( يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالقَولِ الثَّابِتِ )) (ابراهيم:27) وإن كان كافرا قالا له : من هذا الرجل الذي كان بين ظهرانيكم يقول إنه رسول الله ؟ فيقول : ما أدري، فيخليان بينه وبين الشيطان (الكافي للكليني ج3 ص238) الكتاب) (منقول بتصرف عن مركز الابحاث العقائدية). ويمكن اضافة تتمة جوابا على سؤال جنابكم الكريم ان الاشكال من عدم تساوي الجرم مع مدة العقاب هذا كما ياتي على البرزخ كذلك ياتي على يوم القيامة فهناك من يخلد في العذاب وهناك من يعذب الالف السنين لأجل كبيرة ارتكبها وهذا الاشكال هو اشكال على عدل الله تعالى ويمكن الجواب بجواب عام واخر خاص بالمورد الجواب عام : انه ثبت بالدليل العقلي والنقلي ان الله تعالى عادل ولا يمكن ان يظلم احدا فما يفعله الله تعالى هو حق العدالة وكوننا لم نفهم وجه العدالة فهذا لا يعني نسبة الظلم لله جلّ وعلا ، نعم نقول نحن لم نهتد إلى عدالة الله في هذا الفعل ونحن على يقين ان الله تعالى لا يمكن ان يظلم احدا. الجواب الخاص: ان العقاب يكون بمقدار الجرم ولا يمكن ان يكون زائدا عليه ولكن عندما نجد العقوبة شديدة فلابد ان يكون جرمها شديد ايضا والجرم الذي يفعله الانسان ليس من الضروري ان يحدده حاله الخارجي فد يكون خبث السريرة اكبر من ظاهر الجرم وكانت العقوبة هي بلحاظ الظاهر والباطن فتكون الععقوبة مساوية للجرم. اما الخلود في جهنم فان الخلد يكشف ان سوء السريرة عند المخلدين في نار جهنم بلغت من الخبث بحيث لا يمكن ان تنصلح وتتاهل للجنان بل وصل بها الحال ان تكون شيطانية ومتوغلة بالخبث ومن هنا تكون خالدة في العذاب او قل ان هذه النفوس الخبيثة التي لا تنصلح لو اخرجت من النار وادخلت النعيم فانها تعود لخبث نفسها ولا تذعن بالعبودية وتكون متمرة ولاجل شدة تمرد هذه الوجودات فليس لها الا العذاب الدائم. تحياتي لكم ودمتم بحفظ الله ورعايته

5