السلام عليكم
في أحدى الشبهات التي ذكرها أعداء مدرسة اهل البيت:
عن جابر بن يزيد، قال:" يا جابر ألك حمار يسير بك فيبلغ بك من المشرق إلى المغرب في يوم واحد؟فقلت جعلت فداك يا أبا جعفر وأنى لي هذا فقال أبو جعفر: ذاك أمير المؤمنين
هل المقصد ان اميىر المؤمنين هو الحمار؟حاشاه !
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
قال مُحَمَّدُ بْنُ اَلْحُسَيْنِ بْنِ أَبِي اَلْخَطَّابِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ عَمَّارِ بْنِ مَرْوَانَ عَنِ اَلْمُنَخَّلِ بْنِ جَمِيلٍ عَنْ جَابِرِ بْنِ يَزِيدَ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلاَمُ : قَالَ يَا جَابِرُ أَ لَكَ حِمَارٌ يَسِيرُ بِكَ فَيَبْلُغُ بِكَ مِنَ اَلْمَشْرِقِ إِلَى اَلْمَغْرِبِ فِي يَوْمٍ وَاحِدٍ فَقُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ يَا أَبَا جَعْفَرٍ وَ أَنَّى لِي هَذَا فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلاَمُ ذَاكَ أَمِيرُ اَلْمُؤْمِنِينَ أَ لَمْ تَسْمَعْ قَوْلَ رَسُولِ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ فِي عَلِيٍّ عَلَيْهِ السَّلاَمُ وَ اَللَّهِ لَتَبْلُغَنَّ اَلْأَسْبَابَ وَ اَللَّهِ لَتَرْكَبَنَّ اَلسَّحَابَ .
نجيب على هذه الرواية التي فهمت منها المعنى المتقدم:
أولاً:الرواية ضعيفة سندا لوجود المنخل بن جميل كوفي بيّاع الجواري ضعيف فاسد الرواية كما عن النجاشي. وكان النجاشي قال في ترجمة جابر بن يزيد الجعفي أنه روى عنه جماعة غمز فيهم وضعفوا وعدّ منهم منخل بن جميل. وعن علي بن فضال أنه لا شيء وأنه متهم بالغلو. وعن ابن الغضائري أنه ضعيف في مذهبه غلو. روى في التفسير.
ثانيا:يمكن توجيه الرواية:فنقول:قول الإمام ذَاكَ أَمِيرُ اَلْمُؤْمِنِينَ، اي ذاك أمير المؤمنين له مثل ذلك الحمار ، ويدل على هذا المعنى قول النبي لآمير المؤمنين الوارد في نفس الرواية بعد العبارة المدكورة ( وَ اَللَّهِ لَتَبْلُغَنَّ اَلْأَسْبَابَ وَ اَللَّهِ لَتَرْكَبَنَّ اَلسَّحَابَ) فأمير المؤمنين كان يركب السحاب التي تجول به المشرق و المغرب، و يتخذ من الاسباب ما ينقله كذلك فهو عليه السلام كانت له وسيلة تنقله وهذه الوسيلة هي الموصوفة مجازًا بالحمار،و يدل على هذا المعنى آيضاً ما ورد في روايةٍ آخرى:
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِسْمَاعِيلَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو اَلزَّيَّاتِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ اَلْفُضَيْلِ عَنْ أَبِي حَمْزَةَ عَنْ جَابِرٍ قَالَ: كُنْتُ يَوْماً عِنْدَ أَبِي جَعْفَرٍ جَالِساً فَالْتَفَتَ إِلَيَّ فَقَالَ لِي يَا جَابِرُ أَ لَكَ اَلْحِمَارُ فَيَقْطَعُ مَا بَيْنَ اَلْمَشْرِقِ وَ اَلْمَغْرِبِ فِي لَيْلَةٍ فَقُلْتُ لَهُ لاَ جُعِلْتُ فِدَاكَ فَقَالَ إِنِّي لَأَعْرِفُ رَجُلاً بِالْمَدِينَةِ لَهُ حِمَارٌ يَرْكَبُهُ فَيَأْتِي اَلْمَشْرِقَ وَ اَلْمَغْرِبَ فِي لَيْلَةٍ . بصائر الدرجات في فضائل آل محمد علیهم السلام ج ۱، ص ۳۹۷
دمتم في رعاية الله
ملاحظة: يُرجى الاقتصار على سؤال واحد في كل رسالة.