السلام عليكم
توجد روايات عن بعض بني هاشم
يمدحون يزيد بن معاوية.
هل عند التحقيق هي صحيحة أم مكذوبة موضوعة؟
والروايات هي:
الأولى: محمد بن علي ابن أبي طالب (ابن الحنفية) يقول: وقد حضرت يزيد بن معاوية واقمت عنده فرأيته مواظباً على الصلاة، متحرياً للخير يسأل عن الفقه، ملازماً للسنة.
الثانية: عبد اللّٰه بن جعفر ابن أبي طالب يقول: بأبي أنت وأمي يا يزيد والله لا أجمع أبوي لأحد بعدك.
الثالثة: عبد اللّٰه بن عباس بن عبد المطلب: بعد ما رأيته من يزيد علمت إذا ذهب بني أمية ذهب علماء الناس.
هل يوجد تحقيق سندي؟
وعليكم السلام ورحمة اللّٰه وبركاته
أهلاً بكم في تطبيقكم المجيب
ما ورد في سؤالكم إنما هو عند العامة فقط، مثل، البداية والنهاية، ٨ / ٢٣٣، وتاريخ الإسلام - حوادث سنة ٦١ - ٨٠ ه ص٢٧٤، أنساب الأشراف: ٥ / ١٧.
ولا يعتمد على ما نُقل؛ لأنّه غير تام سنداً بل مخالف لما هو الواقع فعلاً، وننقل لكم ما ورد عن علماء أهل السنة:
أفتى كلّ من سبط بن الجوزي والقاضي أبو يعلى والتفتازاني والجلال السيوطي وغيرهم من أعلام السنة القدامى بكفر يزيد وجواز لعنه.
قال اليافعي: وأمّا حكم من قتل الحسين، أو أمر بقتله، ممّن استحلّ ذلك فهو كافر.
(شذرات من ذهب / ابن العماد الحنبلي: ١ / ٦٨).
وقال الذهبي: كان ناصبياً فظاً غليظاً، يتناول المسكر ويفعل المنكر، افتتح دولته بقتل الحسين، وختمها بوقعة الحرّة.
(نفس المصدر السابق).
وقال ابن كثير: إن يزيد كان اماماً فاسقاً.
(البداية: ٨ / ٢٢٣).
قال المسعودي: ولمّا شمل الناس جور يزيد وعماله وعمّهم ظلمه وما ظهر من فسقه ومن قتله ابن بنت رسول الله (صلى اللّٰه عليه وسلم) وأنصاره وما أظهر من شرب الخمر، سيره سيرة فرعون، بل كان فرعون أعدل منه في رعيّته، وأنصف منه لخاصّته وعامّته أخرج أهل المدينة عامله عليهم، وهو عثمان بن محمّد بن أبي سفيان.
(مروج الذهب: ٣ / ٨٢).
وروي أنّ عبد الله بن حنظلة الغسيل قال: والله ما خرجنا على يزيد، حتى خفنا أن نرمى بالحجارة من السماء، أنّه رجل ينكح أمهات الأولاد والبنات والأخوات ويشرب الخمر ويدع الصلاة.
(الكامل: ٣ / ٣١٠، وتاريخ الخلفاء: ١٦٥).
المنكرات التي اقترفها يزيد من قتل الحسين وحمله بنات رسول الله (ص) سبايا، وقرعه ثنايا الحسين بالعود، وإخافته أهل المدينة، وهدم الكعبة، تدل على القسوة والغلظة، والنصب، وسوء الرأي، والحقد والبغضاء والنفاق والخروج عن الإيمان، فالفاسق ملعون، ومن نهى عن شتم الملعون فملعون.
(الجاحظ، الرسالة الحادية عشر في بني أمية، رقم الصفحة: ٣٩٨).
الحق أن رضا يزيد بقتل الحسين (ع) واستبشاره به، وإهانته أهل بيت النبي (ص) مما تواتر معناه وإن كانت تفاصيله آحاداً، فنحن لا نتوقف في شأنه بل في إيمانه، لعنة الله عليه وعلى أنصاره وأعوانه.
(العلامة سعد الدين التفتازاني الشافعي، شرح العقائد النسفية، رقم الصفحة: ١٨١).
قال اليافعي: وأما حكم من قتل الحسين، أو أمر بقتله، ممن استحل ذلك فهو كافر.
- وقال التفتازاني في شرح العقائد النفسية: والحق أن رضا يزيد بقتل الحسين، واستبشاره بذلك، وإهانته أهل بيت الرسول مما تواتر معناه، لعنة الله عليه، وعلى أنصاره وأعوانه.
(إبن العماد الحنبلي، شذرات الذهب في أخبار من ذهب، الجزء: ١، رقم الصفحة: ٦٨).
لا لعدم تصويب فعله، بل لأنهم يرون عدم جواز إراقة الدماء، فلا يجوز نصرة يزيد بقتال الحسين، بل قتله من فعلات يزيد المؤكدة لفسقه، والحسين فيها شهيد.
(إبن خلدون، المقدمة، رقم الصفحة: ٢٥٤).
وقد روي أن يزيد كان قد اشتهر بالمعازف وشرب الخمر والغناء والصيد واتخاذ الغلمان والقيان والكلاب والنطاح بين الكباش والدباب والقرود، وما من يوم إلا يصبح فيه مخموراً، وكان يشد القرد على فرس مسرجة بحبال ويسوق به، ويلبس القرد قلانس الذهب، وكذلك الغلمان، وكان يسابق بين الخيل، وكان إذا مات القرد حزن عليه. وقيل: إن سبب موته أنه حمل قردة وجعل ينقزها فعضته.
(إبن كثير، البدايه والنهاية، الجزء: ٨ ، رقم الصفحة: ٢٥٨).
إلى غير ذلك الكثير من مصادرهم، فلو ثبت عندهم ما ذكرتم لذكروه.
ودمتم موفقين.