أبو مصطفى - ايسلندا
منذ 4 سنوات

 ما المراد بالفطرة؟

السلام عليكم والله يتقبل اعمالكم نحن نقول ان مفاهيم الدين مفاهيم فطريه فطر الانسان على معرفتها وفي نفس الوقت نقول ان معجزة الخاتم (ص) هو مجيئه بمعارف ربانيه غريبه ترتبط بالوجود كله رغم اميته ونشأته في بيئة خالية من العلم والمعرفه . ومن هنا يمكن ان يقال ان هذا ليس معجزا بل هو ناتج من صفاء فطرته صلوات الله عليه واله وسلم التي سلمنا انفا انها تحوي المعارف الدينيه الحقه؟؟؟ وهذا ليس معجزا كما ترون


الاخ أبا مصطفى المحترم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ان الفطرة تعني الاستعداد والقابلية للمعرفة وافاضة العلوم الالهية على النفس البشرية ، ولكن ذلك لا يعني أنها موجدة لهذه العلوم والمعارف الربانية الغريبة كما سميتها، فالاستعداد شيء والافاضة شيء آخر، وقد كانت النفس المحمدية بما لها من فطره، سليمة وعناية إلهية محلاً قابلاً لإفاضة علوم القرآن وبقية العلوم التي منَّ بها المولى سبحانه على العباد بواسطته (ص).. نعم، يمكن ان تقول أن صفاء فطرته (ص) وبقاءه على التوحيد هو معجزة بحد ذاته، ولكن جريان الخوارق غير العادية على يديه كاظهاره للقرآن الكريم وبقية الأمور التي هي على غير العادة البشرية أو الطبيعية يعدّ معجزة أخرى. وينبغي الأشارة هنا الى أن المراد بالفطرة ـ الواردة في القرآن الكريم والأخبار ـ هي فطرة التوحيد لا فطرة شريعة الإسلام والإيمان بالنبوة ، فان كل واحد لو التفت الى خلقته عرف أن له خالقاً غيره إذ لو لم يكن له خالق فإما أن يكون هو الخالق لنفسة أو يكون مخلوقاً من غير خالق وكلاهما مستحيل، كما أشار اليه سبحانه بقوله: (( أَم خلقوا من غَير شَيء أَم هم الخَالقونَ )) (الطور:35), وقوله (( لئن سألتهم عمن خلق السماوات والأرض ليقولنَّ الله قل فأنى تؤفكون ))[لقمان :25] الى غير ذلك من الآيات. ففطرة التوحيد ثابتة في جميع البشر غير أنها تحتاج الى أدنى اشارة وتنبيه واليه اشير في قوله تعالى: (( قال ألست بربكم قالوا بلى )) [الاعراف:172] وليس المراد من الفطرة فطرة، الإسلام للقطع بعدم كون الإسلام فطرياً، كيف؟ ومما يتقوم به الإسلام النبوة التي تتوقف على المعجزة والإثبات وليست أمراً فطرياً يعرفه كل بشر! ودمتم في رعاية الله