mohammad ( 16 سنة ) - السعودية
منذ 8 أشهر

مقامات القرآن

ماهي المقامات الي تقرأ بها القرأن الكريم ومن أين نتعلم هذه المقامات وما اسماؤها


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته مرحباً بكم في تطبيقكم المجيب المقامات اسمٌ أُطلِق على أصول النغمات، ففي القديم كان الإنسان لا يعرف شيئاً عن هذه المقامات، لكن مع مرور الوقت تحوّلت النغمات إلى علم له أصوله، بعد أن كان التنغيم يُؤدِّى بطريقة بسيطة وبدائيّة. هذه الأصول سمّيت فيما بعد «المقامات»؛ لأنّ كلّ مقام له طبقة صوتيّة أو (مقام صوتيّ) تناسبه أكثر من غيرها، تُسمّى درجة استقرار المقام. فكلَّ صوت يؤدّيه المنشد أو الناعي أو ... المزید مُلَحَّناً، يقع على مقام أو نغمٍ من الأنغام المتعارف عليها لدى أهل هذا الفنّ؛ فقارئ العزاء عندما يؤدِّي طوراً ما، إنّما ينشده على مقام من تلك المقامات؛ لذا كان لا بُدّ من اطّلاع قرّاء العزاء على هذا العلم، ومعرفة مقاماته وأسسه وقواعده، فيصبح القارئ على دراية بكلّ مقام وكيفيّة أدائه، ومعرفة سلّمه، ودرجة استقراره، ممّا يساعده في تأدية أطوار العزاء بشكل صحيح من جهة، ومن جهة أخرى يمنح القارئ القدرة على عدم حصول الخطأ (النشاز) أثناء تأدية الطور لمعرفته المسبقة بالمقام وخصوصيّاته. مرّت المقامات بتسميات متعدّدة منذ أن عُرِف هذا العلم، إلى أن استقرّت على ما هي عليه الآن، وهي قسمان: القسم الأوّل: المقامات الأصليّة: وتُعرف بالمقامات السبعة الأساسيّة، وتُجمع في حروف: (صنع بسحر). فكلّ حرفٍ يرمز لمقام كما يأتي: ص: صبا ن: نهاوند ع: عجم ب: بيات س: سيكاه ح: حجاز ر: رست وبعضهم أضاف إليها مقاماً آخر لأسباب تميّز بها، لتصبح ثمانية مقامات أساسيّة وهو (الكورد)، ورمز (ك)- كُرد. وبهذا تصبح عبارة الاختصار للمقامات الأساسيّة: صنع بسحرك. القسم الثاني: المقامات الفرعيّة: هي مقامات مركّبة، أي ممزوجة ببعضها؛ بمعنى أنّ الجملة الموسيقيّة مأخوذة من مقامين أو أكثر، ومركّبة تركيباً معيّناً، ومجموع التركيب أُعطي اسماً، فأصبح فرع مقام. وفروع المقامات كثيرة، فالموسيقى الشرقيّة بفروعها من تركيّة وكرديّة وعربيّة وفارسيّة وسريانيّة وآشوريّة تحتوي على 360 مقاماً موسيقيّاً تقريباً، ويرى بعضهم أنّها مئتين تقريباً. ميزة المقام لكلّ مقام ما يميّزه عن المقامات الأخرى، ويُعبّر عن ذلك بـ (شخصيّة المقام)، مثل الألوان تمامـاً، فكلّ لون متميّز عن الآخر، ويوحي بإحساسٍ معيّن وجوٍّ مختلف، وكذلك المقامات، فكما أنّ الألوان تُدرَك بالنظر والأطعمة بالتذوّق، فإنّ المقامات والنغمات تُدرك وتُميّز بالسماع، فلكلّ مقام من المقامات طبيعته الخاصّة، مثلاً: - مقام الصبا: مقام عاطفة وروحانيّة، وينضح بالحزن، فهو مقامٌ حزين جدّاً، وكانت العرب تُسمّيه (بكاء الرجال). - مقام النهوند: يمتاز بالحنان والرقّة. - مقام العجم: يسمّى مقام الملوك والعظماء، فنغمته تدلّ على القوّة والرفعة. - مقام البيات: مقام خشوع ورهبانيّة، ولا يوصف بحزن ولا فرح، فهو يُستعمل في قمّة الفرح تارةً، وفي قمّة الحزن أخرى. - مقام الحجاز: مقام رصين ووقور؛ لذا يُستعمل في الآذان على سبيل المثال. - مقام الرست: يعبّر به عن الاستقامة والقدرة والهيمنة والصلابة؛ لذلك كثيراً ما يُستخدم في الأناشيد الحماسيّة. - مقام الكورد: يعبّر عن الانطلاق والحرّيّة. فالمقامات بكلّ بساطة هي وسيلة الموسيقى في التعبير عن الحالة المزاجيّة للإنسان أيّاً كانت. اتقان أداء المقامات يسأل الكثيرون: كيف يمكن لنا أن نتقن المقامات؟ في معرض الإجابة عن هذا السؤال نقول: يمكن لمن يريد تعلّم المقامات أن يسلك طريقين لتحصيلها، وهما: الطريق الأوّل: هو الطريق النظريّ، وهو يعتني بتبيين النوتات الموسيقيّة على ورق الموسيقى، وفكّ طلاسمها، من صعود ونزول، وقرار وجواب... وعندما يحصّل الطالب هذه المطالب، يبتدأ بالتطبيق على الآلات الموسيقيّة (في أغلب الأحيان)، أو بواسطة الصوت من خلال الغناء المحرّم شرعاً، وهذا طريق لا يكن سلوكه. الطريق الثاني: الاستماع والتقليد، وهو الطريق العمليّ، ويكون بأن يختار الطالب قارئاً أو خطيباً متقناً يجعل منه أستاذاً له، فيقلّده تقليداً تامّاً في أدائه وأنغامه وألحانه. وهذا الطريق يسلكه أكثر قرّاء القرآن والعزاء والرواديد والمنشدين؛ وذلك لحراجة سلوك الطريق الأوّل شرعاً. ودمتم في رعاية الله ٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠ (دروس تمهيدية في المقامات الصوتيّة وتطبيقاتها،مركز المعارف للمناهج والمتون التعليمية،ص٩-٢٣).

1