منى - ايسلندا
منذ 4 سنوات

 السبب الحقيقي لنشوء الفرق

سؤالي هو ما رأي مذهبنا (الشيعة) بالقرآنيون؟ وهل هم يأدون اركان الاسلام من الصوم والصلاة؟


الأخت منى المحترمة السلام عليكم ورحمة الله وبركاته القرآنيون هو اسم أطلق على تيار اسلامي ظهر في مصر، ولقي استجابة محدودة داخل مصر وخارجها. واسم (قرآنيون) أطلقه عليهم في الأصل أعداءهم لكن القرآنيين يرون أنه لا ضير في نسبتهم الى القرآن بل إنه تشريف لهم، ويطلقون على أنفسهم أهل القرآن. وهم يرون عدم الأخذ بالاحاديث والروايات المنسوبة إلى النبي صلى الله عليه ةأله أو أهل البيت او سائر الصحابة أي أنهم ينكرون المصدر الثاني للتشريع وهو السنة، فالقرآنيون يكتفون بالقرآن كمصدر للتشريع لاعتقادهم أن الله قد وعد بحفظ القرآن فقال: (( إِنَّا نَحنُ نَزَّلنَا الذِّكرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ )) (الحجر:9) ويستدلون على ذلك بأن القرآن هو الكتاب الوحيد الذي اجتمع كافة المسلمين على صحته، بينما الأحاديث فيها اختلاف كثير على صحتها بين الفرق الاسلاميةالمتعددة بل حتى في الفرقة الواحدة فإنه يوجد اختلاف بين علمائها. كما لا يعتد القرآنيون بحجية الاخبار ولا بحجية القياس وغيره من الأصول. يعتبر بعض الباحثين أن فكرة إنكار السنة ظهرت لأول مرة على يد الخوارج الذين رفضوا إقامة حد رجم الزاني ومسح الخفين وغيرها من التشريعات المنقولة عبر الرواية عن الرسول والتي غير موجودة في القرآن. أما أتباع هذا المنهج فيعتقدون أنهم على النهج الصحيح والأصيل الذي كان عليه خاتم النبيين فهو متبع لما أنزله الله عليه ودليلهم في هذا الآية ?اتبع ما أنزل إليك من ربك ولا تتبع أهواءهم عما جاءك من الحق? ويستدلون بآيات كثيرة أخرى ومنها (( كتاب أنزل إليك فلا يكن في صدرك حرج منه لتنذر به وذكرى للمؤمنين )) (( اتبعوا ما انزل إليكم من ربكم ولا تتبعوا من دونه أولياء قليلاً ما تذكرون )) . بعض نشاطي الفقه القرآني يتحججون بروايات جاءت في كتب أهل السنة عن كبار الصحابة على رأسهم عمر بن الخطاب رفضوا الحديث ومنعوا تداوله بين المسلمين. اما في العصر الحديث فظهرت فكرة إنكار السنة في الهند في فترة الاحتلال الإنجليزي على يد أحمد خان الذي فسر القرآن بمنهج عقلي، ووضع شروطا تعجيزية لقبول الحديث مما جعله ينكر أغلب الأحاديث. ثم تلاه عبد الله جكرالوي في باكستان الذي كان يشتغل بدراسة الحديث، من ثم اصطدم بالعديد من الشبهات حوله، فتوصل في النهاية لإنكار كافة الحديث وأن القرآن هو ما أنزله الله على الرسول محمد صلى الله عليه وآله، وأسس جماعة تسمى أهل الذكر والقرآن التي دعا من خلالها إلى أن القرآن هو المصدر الوحيد لأحكام الشريعة وألف في ذلك كتباً كثيرة. وتبنى نفس الفكر أحمد الدين الأمرتسري مؤسس جماعة (أمة مسلمة) التي كان يدعو فيها لأفكاره. وأخيرا غلام أحمج برويز حيث كان تفسير إحدى الآيات القرآنية سببا في تحوله لفكر القرآنيين فيقول: «ذات يوم كنت أطالع التفسير فمررت بقوله - تعالى - : (( يا أيها الذين آمنوا لا تكونوا كالذين آذوا موسى فبرأه الله مما قالوا وكان عند الله وجيها )) (الأحزاب:69)، وقد ذكر القرآن تفصيل هذا الإيذاء من عناد بني إسرائيل لموسى - وطلبهم ما لا يحتاجون إليه... غير أني وجدت في تفسير هذه الآية حديث أبي هريرة الذي رواه البخاري والترمذي من اتهام بني إسرائيل موسى بالبرص، وفرار الحجر بثيابه، وضرب موسى الحجر بعصاه، فارتعدت فرائصي، واستغرقني التفكير، وتوالت عليَّ الشبهات واحدة تلو الأخرى» يَعتبِر د. أحمد صبحي منصور -الزعيم الروحي للقرآنيين في مصر والعالم العربي- أن جذور القرآنيين بدأت منذ حركة الشيخ محمد عبدةالإصلاحية عام 1905 م فيقول أن "محمد عبده رفض الحديث والتصوف وانتقد البخاري وأنكر الشفاعة، ولكن تلميذه محمد رشيد رضا خالف مبادئه وتعاون مع السلفية وهو أستاذ لحسن البنا مؤسس جماعة الاخوان المسلمين"، واستطرد قائلا أن آثارا من مدرسة محمد عبده "ظلت باقية وآخر من كان فيها الشيخ محمود شلتوت شيخ الأزهر الأسبق الذي توفي في ستينات القرن الماضي وكنت لا أزال طالبا في التعليم الأزهري، وقبله الشيخ مرتضى المراغي شيخ الأزهر في الأربعينات، وكان الشيخ محمود شلتوت حين ذاك مديرا لمكتبه. فسؤالكم عن رأينا في مسئلة تأدية القرأنيين أركان الاسلام كالصلاة والصيام فجوابنا هو أن تأيديتهم للصلاةالصيام والحج وغيرها أمر راجع الى استنباطهم لها من القرآن إن كانوا يدعون الأخذ به، وهي لا تغنيهم شيئا بعد إنكارهم للسنة الشريفة، فالاحكام الشرعية يجب ان يرجع في بيان تفاصيلها ألى السنة. ودمتم في رعاية الله