الاصالة

عليكم السلام و رحمة الله و بركاته تختلف وجهات النظر حول الأصالة في الأنشطة الثقافية بشكل كبير، الا انه مصطلح ( الأصالة) من مصطلحات ومفاهيم في علم النفس (تحديدًا العلاج النفسي الوجودي) وكذلك الفلسفة الوجودية وفلسفة الجمال (فيما يتعلق بالفنون والأنواع الموسيقية المختلفة). وقد بينوا ذلك فقال: الأصالة هي الدرجة التي تتوافق فيها أفعال الفرد مع معتقداته ورغباته، على الرغم من الضغوط الخارجية، ذلك حيث يُنظر إلى الذات الواعية على أنها تتصالح مع الوجود في عالم مادي، ومع مواجهة قوى وضغوط وتأثيرات خارجية غير نفسها وتختلف تمامًا عن نفسها. فهو مصطلح فلسفي غربي لبيان افعال الفرد ومعتقداته ورغباته ليجسدها خارجاً ، وهذا لا ينسجم مع مبادء ومعتقدات المسلم فضلا عن المؤمن ، نعم إذا تقبلنا المصطلح هذا فيمكن ان نقول بعدما تعلم الانسان وقد امن بالله سبحانه وتعالى فقد يمكنه ان يجسد رغباته ومعتقداته خارجاً بما يناسب الشريعة كما جاء على ضوء ذلك ( عن أبي عبد الله عليه السلام، أنه أوصى بعض شيعته فقال لهم: كونوا لنا دعاة صامتين. قالوا: وكيف ذلك يا بن رسول الله؟ قال: تعملون بما أمرناكم به من طاعة الله وتنتهون عما نهيناكم عنه ومعاصيه، فإذا رأى الناس ما أنتم عليه علموا فضل ما عندنا فسارعوا إليه(١). لكن مع ذلك لا يمكن قبول ذلك فنحن نتبع اهل العصمة سلام الله عليهم ونجسد اقرالهم بافعالنا الخارجية، بل فقد بينوه لنا باحسن القول واعذبه، لا ان اتمسك باقوال غربية ومن مناشيء غير اسلامية ومن ثم اجسد تعالم اهل البيت عليهم السلام لتقوية و تعظيم هذا المصطلح فهو من الاخطاء الشائعة فمقصودهم غير ما نريده نحن. ودمتم في رعاية الله وحفظه. ---------------------------------------- ١- شرح الأخبار - القاضي النعمان المغربي - ج ٣ - الصفحة ٥٠٦