logo-img
السیاسات و الشروط
عبد الله ( 25 سنة ) - السعودية
منذ 10 أشهر

حديث (سبعة يفسدون اعمالهم)

عن أحمد بن إدريس، عن محمد بن أحمد، عن أبي عبد الله الرازي، عن ابن أبي عثمان، عن أحمد بن عمر الحلال ، عن يحيي بن عمران الحلبي، قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: سبعة يفسدون أعمالهم: الرجل الحليم ذو العلم الكثير لا يعرف بذلك ولا يذكر به، والحكيم الذي يدبر ما له كل كاذب منكر لما يؤتي إليه، والرجل الذي يأمن ذا المكر والخيانة، والسيد الفظ الذي لا رحمة له، والام التي لا تكتم عن الولد السر وتفشي عليه، والسريع إلى لائمة إخوانه، والذي يجادل أخاه مخاصما له. السلام عليكم ما تفسير الرواية الشريفة


وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ذكرت الرواية في البحار نقلاً عن كتاب الخصال ما نصه: عن يحيى الحلبي قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: سبعة يفسدون أعمالهم؛ الرجل الحليم ذو العلم الكثير لا يعرف بذلك ولا يذكر به، والحكيم الذي يدين ماله كل كاذب منكر لما يؤتى إليه، والرجل الذي يأمن ذا المكر والخيانة، والسيد الفظ الذي لا رحمة له، والأم التي لا تكتم عن الولد السر وتفشي عليه، والسريع إلى لائمة إخوانه، والذي يجادل أخاه مخاصما له. و هذه الرواية في بيان مفسدات الأعمال ولابد من الحذر من الوقوع فيها، فقد ذكرت سبعة صفات لابد توخي الحذر منها لا على الحصر وإنّما من باب ذكر بعضها وهي: الصفة الأولى: الرجل الحليم ذو العلم الكثير لا يعرف بذلك و لا يذكر به. إنّ في هذا الرجل صفتان ممدودتان وهما (الحلم ) و (العلم الكثير )، وهاتان الصفتان لابد أن تقارنان بالعمل المطابق لما وصف به الرجل حتى روي كاد الحليم أن يكون نبياً، بل وفي رواية آخر يوصف الحلم طريقاً لصفة أخرى: لا يكون الرجل عابدا حتى يكون حليماً. وصفة مذمومة وهي: كونه لا يعمل بما يعلم. وكون العلم و الحلم لابد من العمل، والعلم هو العمل لا الحفظ في الصدور فقط. فيتبين أنّ هذا الرجل هو يتصف و يلبس رداء غيره وهذا الشي مذموم. الصفة الثانية: الحكيم الذي يدين ماله كل كاذب لما يؤتى إليه. وهذه الصفة الثانية التي تفسد العمل و تحبط الأجر وهو الشخص الحكيم الذي يدين المال لشخص معروف بالكذب ومشهور به فيعطيه المال من دون قيود ومكاتبة وشروط كما روي: عنه عليه السلام: ليس الحكيم من لم يدار من لا يجد بدّاً من مداراته. فلابد منه أن لا يعطي الأموال إلى الكذوب والمعروف بكذبه بدون قيود و شروط. الصفة الثالثة: والرجل الذي يأمن ذا المكر والخيانة. وهذه الصفة الثالثة المذمومة في إفساد العمل وهي؛ الرجل الذي يأمن من الشخص المتصف بالمكر والخيانة وهو يأتمنه، سواء أتمنه على ماله أو عرضه أو غير ذلك، وهذه الصفات قبيحة جداً لدرجة أنّ النبي صلى الله عليه وآله قال فيها: ليس منّا من خان مسلماً في أهله وماله. بل في بعض الروايات جعلت رأس الكفر الخيانة وجعلتها من النفاق وغيرها في ذم الخيانة والمكر. الصفحة الرابعة: والسيّد الفظّ الذي لا رحمة له. وهذه الصفة الرابعة التي تحبط العمل والحسنات وهي السيّد اللفظّ الغليظ في تعامله مع الآخرين ورعيته بحيث لا رحمة له في تعامله مع الآخرين ويطلق السيّد على من له رعية تحته وعلى الحر في قبال العبد. الصفحة الخامسة: الأم التي لا تكتم عن الولد السر وتفشي عليه. وهذه الصفة الخامسة من الصفات المذمومة التي لابد من الإبتعاد عنها وهي إفشاء السر إلى الأولاد من قبل أمّه فحريّ بالأم أن تحفظ سر أبنها و لا تفشيه. وربما تدل على معنى آخر كما في هامش البحار حيث قال: كأنّه عليه السلام أراد بالسر النكاح كما قيل في قوله تعالى: " ولا تواعدوهن سرا ". الصفة السادسة: والسريع إلى لائمة إخوانه. وهذه الصفة السادسة التي تفسد العمل وتحط الحسنات وهي؛ أن يكون سريع اللوم لإخوانه، سواء كانو أخوته من النسب أم كانوا في الدين أو غير ذلك، بمعنى أن لا يكون الشخص سريع اللوم. كما جاء في الخبر عن الإمام علي عليه السلام: الإفراط في الملامة يشب نار اللجاجة. وايضاً عنه عليه السلام: إياك أن تكرر العتب، فإن ذلك يغري بالذنب، ويهون العتب. الصفة السابعة: والذي يجادل أخاه مخاصماً له. وهذه الصفة الأخيرة التي تفسد العمل وهي المجادلة فقد وردت آيات وروايات في ذم المجادلة: منها: ومن الناس من يجادل في الله بغير علم ويتبع كل شيطان مريد. منها: الإمام الرضا عليه السلام: يا عبد العظيم! أبلغ عني أوليائي السلام، وقل لهم: أن لا تجعلوا للشيطان على أنفسهم سبيلاً، ومرهم بالصدق في الحديث وأداء الأمانة، ومرهم بالسكوت وترك الجدال فيما لا يعنيهم. ومنها: الإمام علي عليه السلام: الجدل في الدين يفسد اليقين. وغيرها من الآيات و الروايات التي تذم الجدال السيء وعدم جعل اليقين والاستدلال بالعلم في كلامه. ودمتم بحفظ الله ورعايته.