logo-img
السیاسات و الشروط
AlSaffar ( 46 سنة ) - العراق
منذ 10 أشهر

ضحك امرأة ابراهيم

السلام عليكم ورحمة اللّٰه في الآية: {وَامْرَأَتُهُ قَائِمَةٌ فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ وَمِن وَرَاءِ إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ} (هود: ٧١). ما السبب الداعي إلى الضحك؟


وعليكم السلام ورحمة اللّٰه وبركاته مرحباً بكم في تطبيقكم المجيب جاء في تفسير الميزان للسيد الطباطبائي، ج١٠، ص(٣٢٣-٣٢٤): قوله تعالى: ﴿وامرأته قائمة فضحكت فبشرناها بإسحاق ومن وراء إسحاق يعقوب﴾ ضحكت من الضحك بفتح الضاد أي حاضت، ويؤيده تفريع البشارة عليه في قوله عقيبه: (فبشرناها) الخ، ويكون ضحكها أمارة تقرب البشرى إلى القبول، وآية تهيئ نفسها للاذعان بصدقهم فيما يبشرون به، ويكون ذكر قيامها لتمثيل المقام وأنها ما كانت تخطر ببالها أنها ستحيض وهى عجوز، وإنما كانت قائمة تنظر ما يجري عليه الأمر بين بعلها وبين الضيفين النازلين به وتحادثهم. والمعنى أن إبراهيم (عليه السلام) كان يكلمهم ويكلمونه في أمر الطعام والحال أن امرأته قائمة هناك تنظر إلى ما يجري بين الضيفين وبين إبراهيم وما كان يخطر ببالها شيء دون ذلك ففاجأها أنها حاضت فبشرته الملائكة بالولد. وأكثر المفسرين اخذوا الكلمة من الضحك بكسر الضاد ضد البكاء ثم اختلفوا في توجيه سببه، وأقرب الوجوه هو أن يقال: إنها كانت قائمة هناك وقد ذعرت من امتناع الضيوف من الأكل وهو يهتف بالشر فلما لاحت لها أنهم ملائكة مكرمون نزلوا ببيتهم وأن لا شر في ذلك يتوجه إليهم سرت وفرحت فضحكت فبشروه بإسحاق ومن وراء إسحاق يعقوب. وهناك وجوه أخر ذكروها خالية عن الدليل كقولهم: إنها ضحكت تعجباً من غفله قوم لوط، وقولهم: إنها ضحكت تعجباً من امتناع الضيوف من الأكل والحال أنها تخدمهم بنفسها، وقولهم: إنها كانت أشارت إلى إبراهيم أن يضم إليه لوطاً لأن فحشاء قومه سيعقبهم العذاب والهلاك فلما سمعت من الملائكة قولهم: ﴿إنا أرسلنا إلى قوم لوط﴾ سرت وضحكت لإصابتها في الرأي، وقولهم: إنها ضحكت تعجباً مما بشروها به من الولد وهى عجوز عقيم، وعلى هذا ففي الكلام تقديم وتأخير والتقدير: فبشرناها بإسحاق ومن وراء إسحاق يعقوب فضحكت. ودمتم في رعاية اللّٰه وحفظه

1