مرقد النبي يوشع في بغداد

عليكم السلام و رحمة الله و بركاته يوشع بن نون عليه السلام وصي النبي موسى على نبينا وآله وعليه السلام؛ روي عن الإمام الصادق (عليه السلام): أوصى موسى (عليه السلام) إلى يوشع بن نون، وأوصى يوشع بن نون إلى ولد هارون ولم يوص إلى ولده ولا إلى ولد موسى، إن الله تعالى له الخيرة، يختار من يشاء ممن يشاء. الكافي: ١ / ٢٩٣ / ٣، بصائر الدرجات: ٤٦٩ / ٤ كلاهما عن عبد الحميد بن أبي الديلم. وعنه (عليه السلام)- في خبر وفاة موسى (عليه السلام)-: دعا يوشع بن نون فأوصى إليه وأمره بكتمان أمره، وبأن يوصي بعده إلى من يقوم بالأمر. كمال الدين: ١٥٣ / ١٧ عن محمد بن عمارة، وفي الأمالي للصدوق: ٣٠٣ / ٣٤٣ عن عمارة، وفي قصص الأنبياء: ١٧٥ / ٢٠٤ عن هشام بن سالم. تاريخ اليعقوبي: إن موسى (عليه السلام) قال لهم [لبني إسرائيل]: قد بلغتكم وصايا الله وعرفتكم أمره فاتبعوا ذلك، واعملوا به، فقد أتت لي مائة وعشرون سنة وقد حانت وفاتي، وهذا يوشع بن نون القيم فيكم بعدي، فاسمعوا له وأطيعوا أمره، فإنه يقضي بينكم بالحق، وملعون من خالفه وعصاه. تاريخ اليعقوبي: ١ / ٤٥. تاريخ اليعقوبي: وكان موسى لما حضرته وفاته أمره الله عزوجل أن يدخل يوشع بن نون - وكان يوشع بن نون من شعب يوسف بن يعقوب - إلى قبة الزمان، فيقدس عليه، ويضع يده على جسده لتتحول فيه بركته، ويوصيه أن يقوم بعده في بني إسرائيل، ففعل موسى ذلك، فلما مات موسى قام يوشع بعده في بني إسرائيل ... المزیدالخ . تاريخ اليعقوبي: ١ / ٤٦. وقد روي " أن الله تبارك وتعالى رد الشمس على يوشع بن نون وصي موسى عليه السلام حتى صلى الصلاة التي فاتته في وقتها ". وقال النبي صلى الله عليه وآله: " يكون في هذه الأمة كل ما كان في بني إسرائيل حذو النعل بالنعل و [حذو] القذة بالقذة ". وقال عز وجل: " سنة الله التي قد خلت من قبل ولن تجد لسنة الله تبديلا " وقال عز وجل: " ولا تجد لسنتنا تحويلا "، فجرت هذه السنة في رد الشمس على أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام في هذه الأمة، رد الله عليه الشمس مرتين، مرة في أيام رسول الله صلى الله عليه وآله، ومرة بعد وفاته صلى الله عليه واله. من لا يحضره الفقيه - الشيخ الصدوق - ج ١ - الصفحة ٢٠٣ رجعته بعد ظهور الإمام المهدي: بحسب بعض المصادر ذكر العياشي في تفسيره أن يوشع سيعود عند ظهور الإمام المهدي، وسيكون مع عيسى عليه السلام إلى جانب الإمام. (العیاشي، تفسیر العیاشي، ج 2، ص ٣٢). والفتى الذي ذكره الله وأضافه إلى موسى قيل هو يوشع بن نون وصيه، وبه وردت الرواية قيل: " سمي فتى لأنه كان يلازمه سفرا وحضرا أو لأنه كان يخدمه. قال تعالى(﴿ وَإِذْ قَالَ مُوسَىٰ لِفَتَاهُ لَا أَبْرَحُ حَتَّىٰ أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ أَوْ أَمْضِيَ حُقُبًا﴾. وقد جاء في الذكر العزيز: (وَ إذْ قَالَ مُوسَى لِفَتَاهُ)(و جاء أيضاً (فَلَمَّا جَاوَزَا قَالَ لِفَتَاهُ) الكهف: ٦٢ (تفسير الميزان - السيد الطباطبائي - ج ١٣ - الصفحة ٣٣٨). حينما قام يوشع بالأمر بعد موسى عليه السلام خرجت عليه صفراء أو صفوراء زوجه موسى عليه السلام فقالت: أنا أحقّ منك بالأمر، و تبعها بعض منافقي بني إسرائيل، فقاتلهم يوشع، و ظفر بهم، و قتل مقاتليهم و هزم الباقين، و أسر صفراء و عفا عنها، و أحسن صونها حتى أوصلها مع حرسٍ من النساء الى قومها. راجع : إكمال الدين : 27: و 154، إثبات الوصية / المسعودي: 52، بحار الأنوار 13: 366 / 8 و 369 / 15. جامع ومرقد النبي يوشع بن نون؛ وهو من المراقد التراثية الأثرية في العراق ويقع في مقبرة الشيخ معروف في جانب الكرخ من بغداد، ومقابل موقع مطار المثنى، ويقع إلى جانب مبنى الجامع مرقد القبر الذي يحوي ضريح النبي يوشع بن نون بن أفرايم بن يوسف بن يعقوب بن اسحاق بن إبراهيم، ويحتوي المسجد على قبة صغيرة، ولقد كشف عن قبر الضريح لجنة من كبار العلماء في بغداد من قبل دائرة المعارف ودائرة الأوقاف في عام 1386هـ/1967م، ومن ضمن اللجنة العلامة المؤرخ مصطفى جواد، والشيخ نجم الدين الواعظ. والنبي يوشع بن نون هو من أنبياء بني إسرائيل، ويعود بناء وترميم مرقده إلى العصر الملكي، والقبر مبني من الحجارة القديمة الأثرية، ومنقوش عليه نقوش إسلامية مغطاة بقماش أسود، وجاري ترميمه الآن من قبل دائرة الآثار والتراث وبإشراف من قبل ديوان الوقف السني في العراق، ولقد عاش النبي يوشع بين القرنين 12 و13 قبل الميلاد. وقال الخطيب البغدادي أن النبي يوشع بن نون مدفون في بغداد في الجانب الغربي بمنطقة يقال لها الشونيزية مستندًا إلى وصية عبد الله بن أحمد بن حنبل بأن يدفن إلى جوار نبي أحب أليهِ من أن يدفن بجوار أبيه. وهذا شاهد تأريخي على صحة مكان قبرهِ في مقبرة الشونيزية، وقد زاره الرحالة الدنماركي وقال عنه: «بقرب بهلول دانة (يقصد مرقد بهلول بن دانة الكوفي) يرى اليوم بناء صغير فيه قبر يسمى النبى يوشع الذي يكثر اليهود من زيارته». ودمتم في رعاية الله وحفظه.