logo-img
السیاسات و الشروط
استغفر الله ( 17 سنة ) - العراق
منذ 11 شهر

نصائح للخشوع في الصلاة وحفظ القرآن الكريم

السلام عليكم ١) أنا دائماً ما أحاول الخشوع في الصلاة أو عند قراءة الأدعية، لكن بالرغم من أني جربت العديد من الطرق إلا أني أفشل في ذلك، ودائماً ما أشعر بنقص في صلاتي. هل هناك طرق تساعدني في ذلك؟ ٢) أنا أيضاً أريد حفظ القرآن الكريم، لكني لا أستمر في ذلك أي أحفظ لفترة ومن ثم انقطع عن الحفظ، هل هناك أدعية وطرق للاستمرار؟


وعليكم السلام ورحمة اللّٰه وبركاته مرحباً بكم في تطبيق المجيب ابنتي الكريمة، أنقل لكم نص محاضرة الشيخ حبيب الكاظمي (دام توفيقه) في هذا المجال، أرجو الله تعالى أنّ يكون فيها الحل المناسب: كيفَ نصلي صلاةً خاشعة؟ (التهيؤ النفسي): مسألة الدخول في بحر الصلاة، تحتاج إلى تهيؤ نفسي مسبق. فقبل دخول الوقت، يا حبذا لو يجعل الإنسان حائلاً بينه وبين الصلاة؛ أي منطقة برزخية حائلة بين العالمين، فلا هي صلاة، ولا هي تعامل مع البشر. نحنُ أرواحنا ليست كالحاسوب، ندخل قرصاً فتتغير البرامج فوراً. بني آدم يعيش جوه الذي كانَ يعيشه قبلَ قليل، إنسان يعيش حالة الخصومة والكلام؛ يعيش ذلك في صلاته. ولهذا يلاحظ بأن القرآن الكريم، يؤكد على هذه الحقيقة، ألا وهو التسبيح قبل طلوع الشمس، وقبل الغروب. فعلى الإنسان أن يجلس في المصلى قبل أن تغرب الشمس، وفي مكان يهيئ نفسه للدخول بين يدي الله (عزَّ وجلَّ) بذكر بعض التسبيحات، والتهليلات، وباقي المستحبات بحيث يخرج تدريجياً من جو التفاعل مع عناصر هذه الدنيا. إقتراحات في هذا المجال: أولاً: تلقين الشوق. إن على الإنسان أن يعيش حالة من الترقب للصلاة، فالإنسان المؤمن الذي يريد أن يصل إلى ملكوت الصلاة، لابد وأن يعيش هذا الهاجس قبل دخول الوقت، مترقباً للصلاة بكل شوق. فيقوم بصلاة ركعتي تحية المسجد مثلاً. وهذا بمثابة تدريب له، حتى لو سها أثناء الصلاة؛ فرب العالمين لا يؤاخذه على ذلك. ثانياً: الخوف من عدم القبول. أطفال المدارس الذين في الأول ابتدائي، في امتحان نهاية السنة لا ينامون الليل؛ لأنهم يعلمون أن هذا امتحان مهم. ولأنهم يخافون من الفشل، فيتركون كل نشاطاتهم. ونحنُ للحديث مع رب العالمين، لا نخشى من هذا السقوط؟ فالمساجد هي بمثابة قاعات امتحان، وكُل يوم لهُ امتحانه. فعندما ندخل المسجد، يجب أن نخشى من السقوط في هذا الامتحان. هذهِ الصلاة ستبقى مع الإنسان أبد الآبدين. صلاة اليوم غير صلاة الأمس، وجُمعة اليوم غير الجُمعة الماضية. لكلِّ صلاةٍ ملفها، ولكل صلاةٍ درجاتها. هذهِ الخشية وهذا الخوف من السقوطِ في الامتحان؛ من موجباتِ التهيئة النفسية. نقرأ بعدَ الصلاة الواجبة: (إلهي! هذه صلاتي صليتها، لا لحاجة منك إليها، ولا رغبة منك فيها، إلا تعظيما، وطاعة، وإجابة لك إلى ما أمرتني به. إلهي! ان كان فيها خلل أو نقص من ركوعها أو سجودها؛ فلا تؤاخذني، وتفضل عليَّ بالقبول والغفران برحمتك يا ارحم الراحمين). أي أنا أخاف من المؤاخذة بين يديك يا رب العالمين. النبي الأكرم (صلى اللّٰه عليه وآله) يشبهُ صلاة البعض بنقر الغُراب. بَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ (صلى الله عليه وآله) جَالِسٌ فِي الْمَسْجِدِ، إِذْ دَخَلَ رَجُلٌ، فَقَامَ -الرجلُ- يُصَلِّي، فَلَمْ يُتِمَّ رُكُوعَهُ وَلَا سُجُودَهُ.. فَقَالَ (صلى الله عليه وآله): “نَقَرَ كَنَقْرِ الْغُرَابِ، لَئِنْ مَاتَ هَذَا وَهَكَذَا صَلَاتُهُ؛ لَيَمُوتَنَّ عَلَى غَيْرِ دِينِي). والبعض منا يصلي صلاته، فتلف ويُضربُ بها وجه صاحبها، كما في بعض الروايات، عن رسول اللّٰه (صلى اللّٰه عليه وآله): "… وإذا ضيع: وضوءها، وركوعها، وسجودها، والقراءة بها؛ قالت له الصلاة: ضيعك الله كما ضيعتني، ثم يصعد بها إلى السماء، فتغلقت دونها أبواب السماء، ثم تُلَفُّ كما يلفّ الثوب الخلق، ثم يضرب بها وجه صاحبها". صلى صلاتهُ، ولكن ما هذهِ الجريمة التي ارتكبها في صلاته، بحيث أن رب العالمين أرجعَ الصلاة إليه؟!! ثالثاً: معرفة عظمة من نقف بين يديه. روي أنه كان رسول اللّٰه (صلى اللّٰه عليه وآله وسلم) يحدثنا ونحدثـه، فإذا حضرت الصلاة؛ فكأنه لم يعرفـنا ولم نعرفه. كانَ أنيساً ورفيقاً بمن حوله، النبي الأعظم (صلى الله عليه وآله) على عظمتهِ وانشغالهِ بالملأ الأعلى، ما اشتكت منهُ نساءه. والبعض منا تفتح له أبواب العرفان قليلاً والتوفيقات الإلهية؛ فلا يعرف زوجة ولا أولاداً. النبي الأعظم (صلى اللّٰه عليه وآله) يرجع من المعراج، ويكلم عتاة الجاهلية، ويتكلم مع الأعراب الجفاة. نعم، أما إذا دخل وقت الصلاة، كأنهُ إنسان أجنبي تماماً. أئمةُ أهل البيت (عليهم السلام) هؤلاء من نسل النبي (صلى اللّٰه عليه وآله) روحاً وجسماً، قلباً وقالباً. كانت ألوانهم تتلون عند حضور الصلاة، كان الإمام الحسن (عليه السلام) إذا توضّأ وفرغ من الوضوء تغيّر لونه، فقيل له في ذلك فقال: حق لمن أراد أن يدخل على ذي العرش، أن يتغير لونه. البعض منا يعطى ورقة، ليقرأ الورقة أمام الوزير أو الأمير، يتلعثم في كلامه، من هيبة الموقف. ونحنُ نقف أمام رب العالمين، ليس فقط لا نتلعثم، بل نفكر في كل شيء، ما عدا الحديث معه سبحانهُ وتعالى. فالأمرُ يحتاج إلى تهيئة، ليس بالتمني، وليس بحضور المسجد؛ القضية تحتاج إلى تهيئةٍ مُسبقة. رابعاً: مراقبة السلوك بين الفريضتين. من موجبات التوفيق للصلاة؛ مراقبة السلوك بين الحدين.. فمن المعلوم أن الذنب السابق للصلاة؛ يؤثر على توجه الإنسان، فعندما يأتي إلى الصلاة، يأتي وهو يعيش جواً من أجواء البعد عن الله (عزَّ وجلَّ). إذا رزق الإنسان صلاة ظهر خاشعة، ويريد صلاة مغرب خاشعة أيضاً؛ عليه أن يكون محتاطاً، ومُراقباً. فلا ينظر إلى كل ما هبَ ودبّ، ولا يسمع كل ما هبَ ودبّ. نحنُ علاقتنا بالله (عزَّ وجلَّ) منحصرة بهذهِ الصلاة. فالصوم، مرة في السنة، والحج في العمر مرة، والخمس في السنة مرة. أما الصلاة اليومية، فهي الحبل الممدود بيننا وبين رب العالمين. إذا هذهِ الصلاة لم تتحول إلى ذكر؛ ما بقيت علاقة في البينِ أبداً!. أنظروا إلى قولهِ تعالى: {وَأَقِمِ الصَّلاةَ لِذِكْرِي}؛ هنالكَ غاية. عندما يذهب الإنسان للحمام، إذا ما دخل تحت الماء واستعمل الصابون، هو ما دخل الحمام. إذن، الحكمة من دخول الحمام؛ الاستحمام. {وَأَقِمِ الصَّلاةَ لِذِكْرِي}؛ إذا لم يتحقق الذكر؛ ما تحققت الصلاة، أنتَ تشبهتَ بالمصلين، ولكن ما صليت مثل إنسان يذهب إلى ساحل البحر، يصل ويرجع، دون أن يضع رجله بالماء؛ هذا الإنسان هل اغتسل؟ عن رسول اللّٰه (صلى اللّٰه عليه وآله):‏ "أرأيتم لو أن نهراً بباب أحدكم، يغتسل منه كل يوم خمس مرات، هل يبقى من درنه شيء؟ قالوا: لا يبقى من درنه شيء، قال: فذلك مثل الصلوات الخمس، يمحو الله بهن الخطايا". نعم، لو كان على باب أحدكم نهراً، يغتسل منهُ كل يوم، لا أنهُ ينظر إليه فقط. نحنُ دخلنا المسجد وصلينا، ولكن أينَ هذهِ الصلاة من حديث النبي الأكرم (صلى اللّٰه عليه وآله): "الصلاة معراج المؤمن"؟. البعضُ منا يذهب للمطار، يركب الطائرة، ثمَ يرجع للمنزل، ويقول لأهلهِ: أنا سافرت وركبت الطائرة. نعم هو ركب الطائرة، ولكن لم تحلق به، ولم يصل إلى شيء. فالمساجد بمثابة المطارات، وصلواتنا بمثابة الطائرات إذا لم نذهب إلى سفرٍ علوي؛ ليس هنالك سَفرٌ ولا مطارٌ ولا طائرة. قد ينكشفُ الغطاء للإنسان متأخراً، ولكن من الممكن التدارك في كلِّ موقف. فبني آدم لهُ إرادة تحطم الجبال، بمجرد أن يُريد؛ رب العالمين يعينهُ على ذلك. {وَاسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلاَّ عَلَى الْخَاشِعِينَ}. ولقد ورد في روايات أهل البيت (عليه السلام ): أنّ رسول اللّٰه (صلى اللّٰه عليه وآله) كان إذا حزبه أمرٌ؛ فزع إلى الصلاة. والمؤمن يجب أن يكون كذلك، ليس في المسجد فحسب! وأما سؤالكم الثاني ارجوا بيانه بصورة مستقلة كي نجيب عنه بصورة تفصيلية ونكون في خدمتكم. ودمتم في رعاية اللّٰه وحفظه.

1