Zainab ( 25 سنة ) - العراق
منذ 9 أشهر

مغفرة الله للمنتحر

السلام عليكم هل ممكن رب العالمين يغفر للمنتحر؟ انا في وضعٍ صعب واهلي ضدي و هم سبب مشاكلي ؟ رايده أن انتحر لأنني تعبت من ذلك .


وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته حُـــكم الانتحار: 1-الانتـحار مِن المحرّمات لاشك أنّ الانتحار مِن المحرّمات؛ إذ هو إزهاقٌ للنفس بغير حق, وأنّ الدّين الإسلامي قد حرّم قتل النفس، كما في قوله الله تعالى: (وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ). والنهي هنا يعني الزجر والحرمة, ومن هذه الآية استنبطت الروايات الحكم الشرعي لإزهاق النفس بغير حق. 2- الانتحار مِن الكفر قد عدّ الله تعالى الانتحار مِن الكفر كما قال سبحانه : ﴿ ... المزیدوَلَا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُون) . نــعم إنّه مِن الكفر؛ لأنّه تشكيكٌ بقدرة الله تعالى الــلامتناهية, وتوهينٌ مِن علم وهيمنة وسلطنة وتدبير وحكمة الله سبحانه لأمور عباده, فهو الحكيم بتدبير شؤون عباده, العليم بمصالحهم, فيكون يأس الانسان متعارض مع الآية الكريمة: (لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا فِيهِنَّ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِير). 3- المنتحر مصيره النار قال تعالى: ﴿وَلاَ تَقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا * وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ عُدْوَانًا وَظُلْمًا فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نــَارًا وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللّهِ يَسِيرًا﴾. ٤- نصيحة: كما ان لملذات الدنيا و سعادتها نهاية فكذلك متاعبها و همومها لا تدوم و لا تبقى ومن هنا لا بد للعقلاء أن يصبروا و يتصبروا فترة الشدة إلى حين زوالها، و مما يهون المصاعب علينا تذكر أن ما يمر بنا من كربٍ وبلاء هو بعين الله تعالى يثيبنا بقدر صبرنا و تحملنا ويزيدنا من عنده، فعلينا التوجه لله سبحانه و إشعار النفس بقربه منا وسماعه لمناجاتنا ودعائنا وقدرته على كشف همومنا و المصاعب التي تمر بنا، ولننظر إلى ال بيت نبينا فنتأمل بمصائبهم و ظلاماتهم فنتأمل بمصيبة الزهراء بعد أبيها و ظلم القوم لها، ونتأمل بما حل بسيد الشهداء و أل بيته في كربلاء وصبرهم على ذلك، و نتأسى بالسيدة زينب عليها السلام تلك المرأة التي تحملت من الهموم و المصائب حيث رأت ظلامة أهلها جميعاً فتحملت و صبرت و تحملت الأسر و السبي و الشتم ممن لا قيمة له ولا خُلق فلم تجزع ولم تفكر بما يغضب الله تعالى بل قالت قولتها الخالدة بموجه ابن زياد:(مَا رَأَيْتُ إِلَّا جَمِيلًا)

2