تفسير الآية {والّلاتي تخافون نشوزهن} في الفكر الشيعي
السلام عليكم ورحمة اللّٰه وبركاته يقول تعالى في سورة النساء: بسم اللّٰه الرحمن الرحيم {...وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ ۖ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا (٣٤)} صدق الله العلي العظيم. ما التفسير الشيعي للآيه الكريمة (تفسير آل محمد صلوات اللّٰه وسلامه عليهم أجمعين وشكراً لكم سلفاً
وعليكم السلام ورحمة اللّٰه وبركاته مرحباً بكم في تطبيقكم المجيب جاء في تفسير الأمثل للشيخ مكارم الشيرازي، ج٣، (ص٢٢٠-٢٢١): الطائفة الثانية: هن النسوة اللاتي يتخلفن عن القيام بوظائفهن وواجباتهن، وتبدو عليهن علائم النشوز واماراته فإن على الرجال تجاه هذه الطائفة من النساء واجبات لابد من القيام بها مرحلة فمرحلة، وعلى كل حال يجب أن يراعوا جانب العدل ولا يخرجوا عن حدوده وإطار، وهذه الوظائف هي بالترتيب: ١- المواعظة: إن المرحلة الأولى التي على الرجال أن يسلكوها تجاه النساء اللاتي تبدو عليهن علائم التمرد والنشوز والعداوة، تتمثل في وعظهن كما قال سبحانه في الآية الحاضرة: ﴿واللاتي تخافون نشوزهن فعظوهن﴾. وعلى هذا فإن النساء اللاتي يتجاوزن حدود النظام العائلي وحريمه لابد قبل أي شيء أن يذكرن -من خلال الوعظ والإرشاد- بمسؤولياتهن وواجباتهن ونتائج العصيان والنشوز. ٢- الهجر في المضاجع: وتأتي هذه المرحلة إذا لم ينفع الوعظ ولم تنجع النصيحة ﴿واهجروهن في المضاجع﴾، وبهذا الموقف والهجر وعدم المبالاة بالزوجة أظهروا عدم الرضا من الزوجة، لعل هذا الموقف الخفيف يؤثر في أنفسهن. ٣- الضرب: وأما إذا تجاوزن في عصيانهن، والتمرد على واجباتهن ومسؤولياتهن الحد، ومضين في طريق العناد واللجاج دون أن يرتدعن بالأساليب السابقة، فلا النصيحة تفيد، ولا العظة تنفع، ولا الهجر ينجح، ولم يبقَ من سبيل إلا استخدام العنف، فحينئذ يأتي دور الضرب، فاضربوهن لدفعهن إلى القيام بواجباتهن الزوجية لانحصار الوسيلة في هذه الحالة في استخدام شيء من العنف، ولهذا سمح الإسلام في مثل هذه الصورة بالضغط عليهن ودفعهن إلى القيام بواجباتهن من خلال التنبيه الجسدي. فإنه يجوز إذا نشزت وامتنعت ولم ينفع معها الوعظ والنصح ولم ينفع بعد ذلك الهجر في الفراش فيجوز ضربها من دون قصد الإنتقام وذلك في ما إذا إحتمل التاثير والإ فلا يجوز ولابد أن لا يكون مدمياً ولا شديداً وإذا أثر في إسوداد البدن أو إحمراره وجبت الدية، وهي مال يدفعه الزوج لها ويختلف باختلاف التأثير. ودمتم في رعاية اللّٰه وحفظه