حسن - قطر
منذ 4 سنوات

 فدك لمن؟

اللهم صل على محمد وآل محمد سؤالي هو :- لماذا لم تحتج سيدتنا الزهراء عليها السلام بالعصمة عندما طالبها أبوبكر بأن تأتي بالشهود في حادثة فدك ؟ فالسلفية يرون هذا دليلاً قاطعاً على عدم عصمتها فإن كانت معصومة فكان لها أن تحتج عليه ؟ ودمتم في رعاية الله وحفظه


الأخ حسن المحترم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته لايمكن أن تحتج الزهراء (عليها السلام) على أبي بكر في مقام إثبات الدعوى بالعصمة، لأن أصل المحاجة بين المتنازعين تقتضي عدم تسليم كل منهما بعصمة الآخر، حيث لا يتصور أن تقوم محاجة حقيقية بين معصوم وآخر غير معصوم مع تسليم الأخير بعصمة الأول، إذ لو كان يعترف بالعصمة له من أول الأمر لسلّم للمعصوم ولم ينازعه في شيء . ثم إن الاحتجاج والمحاجة بين طرفين هو فرع عدم تسليم كل منهما بعصمة الآخر، إذ أن الاحتجاج هو إقامة الحجة على الخصم، وهذا يقتضي الندية بينهما لا أن يكون أحدهما في مقام ورتبة دون مقام ورتبة الآخر، فكيف إذا كان نفس المقام قاطع لكل حجة كما هو الحال في مقام المعصوم فإنه مقام الحجية المهيمنة على كل حجة فكيف تعارض حجيتها (نعني العصمة) بحجة ترتد إليها؟! فافهم. ولذلك لا يمكن أن تحتج الزهراء (عليها السلام) على أبي بكر بالعصمة. نعم، يجوز لها أن تتنزل عن مقام المعصوم لتصحيح أصل المحاجة بينها وبينه ، لاسيما وأنها تعلم بعدم تسليم أبي بكر لها برتبة العصمة، فتأمل. ومن هنا جاز لها أن تحتج بما يعتقد أبو بكر بحجيته كالقرآن الكريم وسنة النبي (صلى الله عليه وآله) ، وقد فعلت ذلك. فأما أن أبا بكر لم يسلم بما احتجت به فهذا أمر آخر لا ربط له بالموضوع. وبعبارة أخرى، فإن إثبات العصمة لا يمكن أن يتم بادعاء العصمة كما قد يتوهم هذا المعترض ، بل تثبت العصمة بدليل آخر كدليل العقل والقرآن والخبر المتواتر. والشيعة قد استدلوا على عصمة الأئمة (عليهم السلام) بهذه الادلة، وعلى أساسها قام أصل الإمامة في كتب أصول الدين. فراجع. ولو سلمنا بإمكان احتجاج الزهراء (عليها السلام) بالعصمة على أبي بكر، فلا نسلم أن أبا بكر يدرك معناها، ففكرة العصمة لم تكن متبلورة في أذهان الناس آنذاك ــ نعني أنها غير متداولة بالمفهوم الاصطلاحي الذي انتهينا إليه من خلال النظر في الامامة ولوازمها ــ ولو تنزلنا وقلنا بأنه قادر على فهم معنى العصمة فلا نسلم بأنه يؤمن بها، بل الظاهر من بعض الشواهد التاريخية أن أبا بكر وعمر وكذا أغلب الصحابة لم يثبتوا العصمة للنبي (صلى الله عليه وآله) ولذا بدرت منهم كثير من التصرفات التي إن دلت على شيء فإنها تدل على عدم اعتقادهم بعصمته (صلى الله عليه وآله)! فوصفه بأنه يهجر ـ كما فعل الثاني ـ دليل على أنهم كانوا ينظرون إلى النبي (صلى الله عليه وآله) كرجل عادي يخطئ ويصيب. وأما بالنسبة إلى أبي بكر فإنه جوّز على الزهراء أن تأتي بالخطيئة، كما جاء في خبر احتجاج أمير المؤمنين (عليه السلام) في قضية فدك. فإذا كان ممن يجوز الخطيئة عليها فكيف يصح منها أن تحتج عليه بعصمتها ؟! فتأمل. ودمتم في رعاية الله

1