السلام عليكم .
١- لماذا الإمام الحسين كان آخر مَن استشهد في كربلاء ، ولم يبادر في بداية المعركة للقتال حيث ترك أهل بيته و اصحابه يُستشهدون أمامه دون ان يفعل شيء ؟
٢- في الفترة الاخيرة حصلت في نفسي وساوس بخصوص الامام الحسين ،فصرت لا أشعر بالحزن و العبرة عند ذكره ،كيف اتخلص من هذا الامر ؟
٣- كيف اكون عبداً صالحًا يحبه الله و رسوله و أئمة الهدى ،كيف اتصف بصفات أهل البيت و أبتعد عن المعاصي و أكون قريبة من الإمام المهدي عليه السلام.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أهلا وسهلا بكم في تطبيق المجيب
١- إن المصائب التي جرت على سيد الشهداء عليه السلام في يوم عاشوراء لم تجرِ على أحد حتى من أصحابه وأهل بيته بحيث ورد في زيارة الناحية المقدسة ( قد عجبت من صبرك ملائكة السماوات ) ( بحار الانوار ، المجلسي ، ج٩٨ ، ٣٢٢ ) وقد يكون سبب ذلك أن الامام سلام الله عليه كان يحاول أن يتحمل أكبر قدر ممكن من البلاء لرفع ذلك عمن معه، حرصا عليهم ورأفة بهم، وفي بقاءه آخر من يبرز للقتال من الجيش يعطي سند وعزيمة واستسهال للموت عند أصحابه وأهل بيته، فيهون عندهم الموت وهم يشعرون أنهم يدافعون عن سيد الشهداء، مع أنه كان يعتصر قلبه ألما لشهادة كل واحد منهم، وأيضا بقاء الحسين عليه السلام كان يمثل عنصر اطمئنان للنساء والأطفال، فكان يريد البقاء إلى آخر لحظة يمكنه ذلك لصعوبة استيحاش النساء والأطفال بشهادته على قلبه الشريف، في حين أن شهادته في اول المعركة كان أسهل عليه.
٢- إن البكاء على الحسين عليه السلام والحرقة والألم عند ذكره وذكر مصابه الشريف من صفات الإيمان ومن أنفس الطاعات والقربات، والإيمان قد يشتد وقد يضعف، والنفس قد تقبل على الطاعة وقد تدبر، وهذه حالة طبيعية تحصل للمؤمن فإذا أدبرت النفس فلا تجبروها على الطاعة، واتركوها إلى وقت آخر فإن حب الحسين عليه السلام يقود الإنسان إلى سبيل الله لا محالة.
٣- إن التأسي بالنبي الأكرم وأهل البيت عليهم السلام له طرق كثيرة أهمها قراءة القرآن وتدبره والاتعاظ بمواعظه وقصصه وقراءة روايات أهل البيت عليهم السلام ومحاولة استشعار المعاني الايمانية فيها.
وقد ذكر لنا قوله تعالى (( لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا )) ( الأحزاب ، ٢١ ) ثلاث خصال مهمة للتأسي بالنبي الأكرم صلى الله عليه وآله، وهي رجاء الله وما تحمل هذه الكلمة من معاني عالية تدعو المؤمن لتدبرها، ورجاء اليوم الآخر، وذكر الله كثيرا، فإذا امتثلتم هذه الشروط اقتربتم من التأسي بكشل أكبر.