جعفر - نيجيريا
منذ 4 سنوات

 الأدلة على عصمتها (عليها السلام)(2)

اما قول الميرزا القمي كافي للقول بأفضليّتهما، إضافة إلى أنّهما كانا أطول عمراً، وبالتالي أكثر عملاً وعبادة بسبب طول العمر، وطول العمر يلزم تحمّل الشدائد والمحن والإبتلاءات أكثر، سيّما ثاني سيّدي شباب أهل الجنّة . وقصر عمر البضعة الأحمديّة يعني قصر مدّة العبادة والمعاناة ! والأفضليّة تتبع كثرة العمل وصعوبته ! والمقام لا يقتضي أكثر من هذا البيان والوقت لا يسع (انتهى) . فانا نحن العامة ننأى بانفسنا عن هذه السذاجة في الاستدلال بقصر العمر وطوله . ولو ان للعمر مدخلية في التفضيل فكم من الانبياء ممن ثبت لهم درجة الامامة سيكونون افضل من الائمة عليهم السلام نظرا الى الماسي والمحن التي شهدوها لما يزيد عن مئات السنين مثل نوح وابراهيم ووو . وان قلتم هذا ممتنع لان الدليل دل على افضلية الائمة عليهم السلام على الانبياء فلا يمكن جعل العمر اساسا في التفضيل . نقول : ان اكثر الادلة التي اجتمع عليها اكثر علمائنا تنص بشكل قاطع غير قابل للتاويل بافضلية الزهراء عليها السلام على جميع بنيها صلوات الله عليهم اجمعين . والعجب العجاب من هذا القاضي الفطحل الذي ينظر يعينه الضيقة الى هذا الدليل الساذج وكان العمر بيد فاطمة عليها السلام او بيد احد من بنيها صلوات ربي عليهم اجميعن حتى يقال ختارت لنفسها عمرا قصيرا لئلا تمتحن وتبتلى . رجاءا ايها القائمون على المركز انكم اتيتم بقول هذا العالم ثم لم تعقبوا على كلامه وكانكم راضين بجوابه التافه . نرجو ان تبينوا انتم رايكم بقوله . الامر الثاني والذي نستغربه من جنابكم هو انكم قلتم ان فاطمة عليها السلام ليست بافضل من الائمة بلحاظ الامامة . نقول : نعم الزهراء عليها السلام ليست امام كما تفضلتم ولكن ذلك لا ينفي عنها وصولها لدرجة الامامة تماما مثل قضية النبوة لعلي عليه السلام حيث انه ليس بنبي الا انه اعطي درجة النبوة . على كل قلت نحن من العوام فتفضلوا علينا ايها العلماء بالقول الفصل في هذه المسالة


الأخ جعفر المحترم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ربما كان رأي الميرزا القمي قدس سره ناظرا إلى ما ورد في بعض الاخبار: (أن أفضل السعادات طول العمر في طاعة الله تعالى). وذلك أن طول العمر سبب لزيادة التجربة وتحصيل المعارف وتكميل النفس وتحصيل الثواب والتلذذ بنعيم الدنيا الموجب لشكر الله تعالى وذكر آلائه. ولعل نظره هذا كان مستندا إلى أن اتحاد الرتبة الوجودية لا يوجب التفاضل، وإنما يعزى التفاضل إلى كثرة العمل، فالمعصومان من أهل البيت عليهم السلام متساويان رتبة، وجعل أحدهما أفضل من الآخر كما في بعض الأخبار إن كان لا يستند إلى الرتبة فلابد أن يستند إلى شيء آخر، ويرى الميرزا القمي أن ذلك الشيء هو كثرة العمل، وبالتالي فإن المعصوم الأطول عمرا يكون أكثر عملا فيكون أفضل. وأما ما تطرقتم إليه من طول عمر الأنبياء ومقارنته بطول عمر الأئمة عليهم السلام، فهو مبتن على فرض أن كل المعصومين في رتبة واحدة، وهذا غير مسلّم لإجماع الطائفة بأن رتبة أهل البيت عليهم السلام في العصمة تعلو على رتبة جميع الأنبياء، وحينئذ لا تصح المقارنة ولا ينتقض الرأي الذي ذهب إليه الميرزا القمي بما تفضلتم، بل يبقى رأيا معتبرا وإن كانت في قباله آراء أخرى معتبرة كذلك، كما تعرضنا إلى بعضها في جوابنا. ودمتم في رعاية الله