علي الخلف - السعودية
منذ 4 سنوات

 في عصمتها (عليها السلام)

هل يجوز الاعتقاد بأنّ الصدّيقة الطاهرة السيّدة الزهراء (س) تحضر بنفسها في مجالس النساء في آن واحد، وفي مجالس متعدّدة بنفسها ودمها ولحمها؟ بسمه تعالى الحضور بصورتها النورية في أمكنة متعدّدة في زمان واحد لا مانع منه، فإنّ صورتها النورية خارجة عن الزمان والمكان، وليست جسماً عنصرياً ليحتاج إلى الزمان والمكان، واللّه العالم. هذا الجواب ينقل عن الميرزا جواد التبريزي رضي الله عنه لكني لم أفهمه فكيف يكون شيء موجود ويكون خارج الزمان والمكان فحتى الروح مكانها داخل الجسد ثم تخرج منه ولها زمان تدخل في الجسم ثم تخرج منه الله وحده لا يتأثر بالزمان والمكان لأنه سبحانه ليس كمثله شيء ولا تتصوره العقول


الأخ علي المحترم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته المقصود من الزمان والمكان في الجواب ظرفهما في عالم الملك... والنفس بعد مفارقتها البدن تذهب إلى عالم مثالي غير عنصري، ولا شك أن القياسات الزمانية والمكانية تختلف بحسب العوالم فالزمان في عالم الملكوت هو الدهر وفي عالم الجبروت هو السرمد، فيصح أن يقال بأن النفس بعد الموت قد صارت خارج الزمان والمكان (أي الأرضيين).. وبما أن الزهراء صلوات الله عليها وسائر أهل البيت عليهم الصلاة والسلام هم أنوار قدسية متفرعة عن نور الأنوار، فيكون حكم حضورها في المجالس والأوقات الأرضية هو من خلال تجلي ذلك النور واشراقه، ومثاله الشمس الداخلة في كوى البيوت حيث يرى صورتها الجميع داخلة من خلال تلك الكوى والنوافذ مع انها واحدة، وليس ذلك إلا بسبب نوريتها واشعتها التي تحكي صورتها، فحكم النور في كافة العوالم هو نفسه مع اختلاف الرتبة. وبما أن نور الزهراء عليها السلام الذي هو قبسة من النور الأول المحمدي صلى الله عليه وآله هو أعلى رتبة من سائر النور في كافة العوالم فلا يعيق ظهور صورتها النورية لو شاءت الظهور حجاب أو حاجز كما يعيق نور الشمس الجدران والأشياء الكثيفة عن النفاذ إلى داخل الأمكنة بحيث لا يتسنى لها النفاذ إلا من خلال النوافذ والكوى، لأن نور الزهراء عليها السلام ليس نوراً مادياً... ودمتم في رعاية الله

2