السلام عليكم ورحمة الله
في سورة مريم( (وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ)) عندما كانت في وضع الولادة الصعبه. بينما في سورة ال عمران ( (وَجَدَ عِندَهَا رِزْقًا ۖ قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّىٰ لَكِ هَٰذَا ۖ قَالَتْ هُوَ مِنْ عِندِ اللَّهِ)) عندما كانت في وضع الراحه.
السؤال هو لماذا عندما كانت في وضع صعب طلب منها ان تبذل جهدا وعندما كانت في وضع يسير كان الرزق ياتيها من غير جهد؟
عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
جملة وَ هُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ التي تأمر مريم بتحريك النخلة لتستفيد من ثمرها، أعطت درسا لها و لكل البشر، بأن لا يكفوا عن الجد و السعي حتی في أشد لحظات الحياة و أصعبها.
إنّه جواب لأولئك الذين يسألون عن الحاجة بأنّ مريم التي وضعت حملها لتوها تقوم و تهزّ النخلة، ألم يكن من الأولی أن يرسل اللّه- الذي- بعث عين الماء العذب قرب مريم تلك الشجرة اليابسة- نسمة و ريحا تهزّ النخلة و تسقط الثمر قرب مريم؟ فما الذي حدث، حيث أن مريم عند ما كانت سالمة صحيحة كانت تحضر الفاكهة جنب محرابها، أمّا الآن و قد ابتليت بكل هذه المشاكل فإنّ عليها أن تقطف الثمر بنفسها؟
أجل، إن هذا الأمر الإلهي لمريم يوضح أنّه لا بركة بدون حركة، و بتعبير آخر، فإن علی كل إنسان أن يبذل قصاری جهده عند ظهور المشاكل، و ما وراء ذلك فعلی اللّه.
ودمتم بحفظ الله ورعايته.
______________________
المصدر: تفسير الأمثل للشيخ ناصر مكارم الشيرازي حفظه الله.