ورد في كيفية تسبيح الزهراء (سلام الله عليها) روايات مختلفة بالتقديم والتأخير في التحميد والتسبيح، بل حتّى في تأخير التكبير عن التسبيح والتحميد...السؤال أو الرجاء 1- بيان كيفية تسبيح الزهراء (سلام الله عليها) لتعقيب الصلاة؟2- بيان كيفية تسبيح الزهراء (سلام الله عليها) لما بعد النوم؟3- بيان كيفية تسبيح الزهراء (سلام الله عليها) عند زيارة فاطمة المعصومة في قم؟4- بيان كيفية تسبيح الزهراء (سلام الله عليها) في مسجد الكوفة؟5- بيان كيفية تسبيح الزهراء (سلام الله عليها) عند زيارة أمير المؤمنين (عليه السلام)؟6- بيان كيفية تسبيح الزهراء (سلام الله عليها) لألم [وجع] الأذن؟7- بيان كيفية تسبيح الزهراء (سلام الله عليها) للأمان من السرقة أو الخوف من وقوعها؟
الأخ طاهر المحترم السلام عليكم ورحمة الله وبركاتههناك أربع طوائف من الاأخبار طائفة وهي المشهورة تذكر أن التسبيح هو: التكبير أربعاً وثلاثين مرّة ثمّ التحميد ثلاثاً وثلاثين مرّة، ثمّ التسبيح ثلاثاً وثلاثين مرّة.وهناك رواية تذكر أنّ التسبيح مقدّم على التحميد، والرواية واردة في عمل ذلك قبل النوم.وهناك رواية تقدّم التسبيح، ثمّ التحميد، ثمّ التكبير، بنفس الأعداد للطريقة المشهورة.وهناك رواية تقول: أنّ التكبير ثلاثاً وثلاثين بدل أربع وثلاثين، وتضيف لها التهليل الأخير. وهذه الرواية الأخيرة مرفوضة! فهي معارضة بروايات تبيّن أن تسبيح فاطمة (سلام الله عليها) هو مائة، وما يذكر من التهليل خارج عن هذه المائة، أو خارج عن التسبيح.
ومن تلك الروايات:1- في تهذيب الأحكام للشيخ الطوسي ج 2 ص 105، قال: محمّد بن يعقوب، عن عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد ابن خالد، عن يحيى بن محمّد، عن علي بن النعمان، عن ابن أبي نجران، عن رجل، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: (من سبّح الله في دبر الفريضة تسبيح فاطمة (عليها السلام) المائة، وأتبعها بلا إله إلا الله غفر الله له).2- في تهذيب الأحكام للشيخ الطوسي ج 2 ص 105: محمد بن يعقوب، عن عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد، عن عمرو بن عثمان، عن محمّد بن عذافر، قال: دخلت مع أبي علي أبي عبد الله (عليه السلام) فسأله أبي عن تسبيح فاطمة (عليها السلام)؟ فقال: (الله أكبر) حتّى حصى أربعا وثلاثين مرّة، ثمّ قال: (الحمد لله) حتّى بلغ سبعا وستّين، ثمّ قال: (سبحان الله) حتّى بلغ مائة يحصيها بيده جملة واحدة.3- في وسائل الشيعة (آل البيت) للحر العاملي - ج 6، قال: وعنهم، عن أحمد بن محمّد بن خالد، عن يحيى بن محمّد، عن علي بن النعمان، عن ابن أبي نجران، عن رجل، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: (من سبح الله في دبر الفريضة تسبيح فاطمة المائة مرّة وأتبعها بلا إله إلاّ الله مرّة غفر له).
وأمّا تقديم التسبيح على التحميد:فقد قال عنه المازندراني في شرح الكافي 10/ 355: محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن محمّد بن خالد والحسين بن سعيد جميعاً، عن القاسم بن عروة، عن هشام بن سالم، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: (تسبيح فاطمة الزهراء(عليها السلام) إذا أخذت مضجعك فكبّر الله أربعاً وثلاثين، واحمده ثلاثاً وثلاثين، وسبّحه ثلاثاً وثلاثين، وتقرأ آية الكرسي والمعوّذتين وعشر آيات من أوّل الصافات وعشراً من آخرها).الشرح: قوله: (تسبيح فاطمة الزهراء (عليها السلام))، هذه الرواية دلّت بحسب الذكر على تقديم التحميد على التسبيح عند النوم، وصحيحة محمّد بن عذافر الواردة فيه على الإطلاق صريحة في ذلك، وكذا رواية أبي بصير عن الصادق (عليه السلام) وإن كانت ضعيفة، فلذلك ذهب كثير من الأصحاب إلى أنّ التحميد مقدّم على التسبيح مطلقاً، ونقل عن الصدوق وأبيه، وابن الجنيد(رضي الله عنهم) أنّ التسبيح مقدّم على التحميد لِما روي في الفقيه عن أمير المؤمنين (عليه السلام)، عن النبيّ (صلّى الله عليه وآله) أنّه قال له ولفاطمة(عليهما السلام) في آخر حديث طويل: (إذا أخذتما منامكما فكبّرا أربعاً وثلاثين تكبيرة، وسبّحا ثلاثاً وثلاثين تسبيحة، واحمدا ثلاثاً وثلاثين). ولا يخفى ما فيه! لأنّ الواو لا يدلّ على الترتيب كما بيّن في موضعه، ولو دلّ لوقع التعارض بينه وبين حديث هشام المذكور هنا، فبقيت روايتا ابن عذافر وأبي بصير سالمتين عن المعارض، على أنّ ما في الفقيه يمكن حمله على التقيّة لأنّه موافق لمذهب العامّة. روى مسلم عن عليّ (عليه السلام)، قال: (إنّ فاطمة (عليها السلام) اشتكت ما تلقى من الرحا في يدها)، وفي غير مسلم: (أنّها جرت بالرحى حتّى مجلت يدها، وقمت البيت حتّى أغبر شعرها، وخبزت حتّى تغيّر وجهها، فانطلقت إلى النبيّ(صلّى الله عليه وآله وسلّم) لتطلب خادمة فلم تجده، ولقيت عائشة فأخبرتها، فلمّا جاء النبيّ(صلّى الله عليه وآله وسلّم) أخبرته عائشة بمجىء فاطمة، فجاء النبيّ (صلّى الله عليه وآله) إلينا وقد أخذنا مضاجعنا فذهبنا نقوم، فقال النبيّ(صلّى الله عليه وآله وسلّم): على مكانكما، فقعد بيننا حتّى وجدت برد قدمه على صدري، فقال: ألا اُخبركما، ألا اُعلمكما خيراً ممّا سألتما، إذا أخذتما مضاجعكما أن تكبّرا لله أربعاً وثلاثين، وتسبّحاه ثلاثاً وثلاثين، وتحمداه ثلاثاً وثلاثين فهو خير لكما من خادم).
وأمّا تقديم التسبيح على التحميد والتكبير:فقد وردت ذلك في علل الشرائع 2/366: حدّثنا أحمد بن الحسن القطان، قال: حدّثنا أبو سعيد الحسن بن علي بن الحسين السكري، قال: حدّثنا الحكم بن أسلم، قال: حدّثنا ابن علية، عن الحريري، عن أبي الورد بن ثمامة، عن عليّ (عليه السلام) أنّه قال لرجل من بنى سعد: الا أحدثك عنى وعن فاطمة انها كانت عندي وكانت من أحب أهله إليه وانها استقت بالقربة حتى اثر في صدرها وطحنت بالرحى حتى مجلت يدها وكسحت البيت حتى غبرت ثيابها وأوقدت النار تحت القدر حتى دكنت ثيابها فأصابها من ذلك ضرر شديد فقلت لها لو أتيت أباك فسألتيه خادما يكفيك حرما أنت فيه من هذا العمل فاتت النبي صلى الله عليه وآله فوجدت عنده حداثا فاستحت وانصرفت، قال: فعلم النبي صلى الله عليه وآله انها جاءت لحاجة، قال: فغدا علينا ونحت في لفاعنا فقال السلام عليكم يا أهل اللفاع فسكتنا واستحيينا لمكاننا ثمّ قال: السلام عليكم فسكتنا ثمّ قال: السلام عليكم فخشينا إن لم نرد عليه ان ينصرف وقد كان يفعل ذلك يسلم ثلاثا فان اذن له وإلا انصرف فقلت وعليك السلام يا رسول الله ادخل فلم يعد ان جلس عند رؤوسنا فقال يا فاطمة ما كانت حاجتك أمس عند محمّد، قال: فخشيت إن لم نجبه ان يقوم، قال: فأخرجت رأسي فقلت انا والله أخبرك يا رسول الله انها استقت بالقربة حتى أثر في صدرها وجرت بالرحا حتى مجلت يداها وكسحت البيت حتى اغبرت ثيابها وأوقدت تحت القدر حتى دكنت ثيابها فقلت لها لو أتيت أباك فسألتيه خادما يكفيك حرما أنت فيه من هذا العمل، قال: أفلا أعلمكما ما هو خير لكما من الخادم إذا أخذتما منامكما فسبحا ثلاثا وثلاثين واحمدا ثلاثا وثلاثين وكبرا أربعا وثلاثين، قال: فأخرجت فاطمة عليها السلام رأسها فقالت رضيت عن الله ورسوله ورضيت عن الله ورسوله ورضيت عن الله ورسوله.
لكن هذه الرواية وان وردت في العلل الا انها رواية سنية وردت في مسند احمد 1/146 وسنن ابي داود 2/29 وغيرها وهي مصادر سابقة على العلل.والذي يظهر من كلام المحدثين والشراح ان تسبيح فاطمة (عليها السلام) هو تسبيح واحد وليس فيه تعدد لذا فالصيغة المشهورة هي الارجح والتي وردت بها روايات متعددة ومنها: أولاً: في المحاسن لأحمد بن محمّد بن خالد البرقي ج 1 ص 36، قال: 35 - عنه، عن يحيى وعمرو بن عثمان، عن محمّد بن عذافر، قال: دخلت مع أبي علي أبي عبد الله (عليه السلام)، فسأله أبي تسبيح فاطمة عليها السلام، فقال: الله أكبر، حتى أحصاها أربعة وثلاثين، ثمّ قال: الحمد لله، حتى بلغ سبعة وستين، ثمّ قال: سبحان الله، حتى بلغ مائة، يحصيها بيده جملة واحدة.
ثانياً: الكافي للشيخ الكليني ج 2 ص 536، قال: محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن محمّد بن خالد والحسين بن ابن سعيد، جميعا، عن القاسم بن عروة، عن هشام بن سالم، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: تسبيح فاطمة الزهراء(عليها السلام) إذا أخذت مضجعك فكبر الله أربعا وثلاثين واحمده ثلاثا وثلاثين وسبحه ثلاثا وثلاثين وتقرأ آية الكرسي والمعوذتين وعشر آيات من أول الصافات وعشرا من آخرها.
ثالثاً: في الكافي للشيخ الكليني ج 3 ص 342، قال: عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد، عن عمرو بن عثمان، عن محمّد بن عذافر، قال: دخلت مع أبي على أبي عبد الله (عليه السلام) فسأله أبي عن تسبيح فاطمة صلى الله عليها، فقال: " الله أكبر " حتى أحصى (ها) أربعا وثلاثين مرة، ثمّ قال: " الحمد لله " حتى بلغ سبعا وستين، ثمّ قال: " سبحان الله " حتى بلغ مائة يحصيها بيده جملة واحدة.
رابعاً: في الكافي للشيخ الكليني ج 3 ص 342، قال: علي بن محمّد، عن سهل بن زياد، عن محمّد بن عبد الحميد، عن صفوان، عن ابن مسكان، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: في تسبيح فاطمة صلى الله عليها يبدأ بالتكبير أربعا وثلاثين، ثمّ التحميد ثلاثا وثلاثين، ثمّ التسبيح ثلاثا وثلاثين.ودمتم في رعاية الله