ما معنى قول الإمام الرضا سلام الله عليه: "الناس ضربان: بالغ لا يكتفي، وطالب لا يجد"،؟
أنا لدي حاجة مستعصية وسعيت بكل ما أستطيع للحصول عليها، ولم أتوقف عن الدعاء والتوسل بأهل البيت عليهم السلام ، ولكن في كل مرة أظن أن حاجتي ستُقضى تتعسر الأمور ولا تتم وهذا هو ابتلائي المتكرر والحمد لله على كل حال. فهل لهذا علاقة بحديث الإمام عليه السلام؟
أتمنى منكم تفسير الحديث وبيان معناه..
شكراً لكم وأسألكم الدعاء
أهلاً وسهلاً بالسائل الكريم
نقل المجلسي (رحمه الله)، في كتابه (البحار)، جزء (٧٥)، صفحة (٣٥٣)، عن كتاب النزهة: ما هو لفظه: ((ومن كتاب النزهة قال: مولينا الرضا عليه السلام من رضي من الله عز وجل بالقليل من الرزق رضي الله منه بالقليل من العمل، من كثرت محاسنه مدح بها واستغنى التمدح بذكرها من شبه الله بخلقه فهو مشرك، ومن نسب إليه ما نهى عنه فهو كافر به، من لم تتابع رأيك في صلاحه فلا تصغ إلى رأيه وانتظر به أن يصلحه شر، ومن طلب الامر من وجهه لم يزل، وإن زل لم تخذله الحيلة، لا يعدم المرء دائرة الشر مع نكث الصفقة، ولا يعدم تعجيل العقوبة مع ادراع البغي. الناس ضربان بالغ لا يكتفي وطالب لا يجد، طوبى لمن شغل قلبه بشكر النعمة، لا يختلط بالسلطان في أول اضطراب الأمور يعني أول المخالطة القناعة تجمع إلى صيانة النفس وعز القدرة وطرح مؤونة الاستكثار، والتعبد لأهل الدنيا، ولا يسلك طريق القناعة إلا رجلان إما متعبد يريد أجر الآخرة أو كريم يتنزه عن لئام الناس.
كفاك من يريد نصحك بالنميمة ما يجد من سوء الحساب في العاقبة، الاسترسال بالانس يذهب المهابة)).
والظاهر من هذه العبارة، أنَّه من بيان صنفين من النَّاس من بلغ مراده لكن لم يكتفي بذلك، ما زال يطلب المزيد، ومنهم مَن كان طالباً لما يريد لكن لم يجد ذلك، ووجود الطلب أمر بيد الله تعالى ما على الانسان إلا السعي بجدية نحو طلب والباقي على الله تعالى.
وجنابكم الكريم، يسعى لما يريد لم يتحقق لحد هذه اللحظة كما تقولون، ولعلّ تأخير ذلك هو لمصلحة لكم لا لكن لا نمكن الوقوف على حقيقة تلك المصالح والمفاسد؛ لأنّه من مختصات الله تبارك وتعالى، لذلك لا ينبغي اليأس من رحمة الله تعالى، بتحقيق المراد، وإن شاء الله تعالى يتحقق إذا كان فيه خير لكم.
وورد في موقع مكتب سماحة السيد السيستاني (دام ظله)، صلاة لقضاء الحاجة، ما هو لفظه: ((وقد وردت بكيفيات : منها ما قيل أنه مجرب مراراً، وهو ما رواه زياد القندي عن عبد الرحيم القصير عن أبي عبد الله (عليه السلام) :« إذا نزل بك أمر فافزع إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وصلّ ركعتين تهديهما إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قلت : ما أصنع ؟ قال : تغتسل وتصلي ركعتين تستفتح بهما افتتاح الفريضة وتشهد تشهد الفريضة، فإذا فرغت من التشهد وسلمت، قلت : اللهم أنت السلام ومنك السلام وإليك يرجع السلام اللهم صل على محمد وآل محمد وبلغ روح محمد مني السلام، وبلغ أرواح الأئمة الصالحين سلامي، وأردد علي منهم السلام، والسلام عليهم ورحمة الله وبركاته، اللهم إن هاتين الركعتين هدية مني إلى رسول الله فاثبني عليهما ما أملت ورجوت فيك وفي رسولك يا ولي المؤمنين، ثم تخر ساجدا وتقول : يا حي يا قيوم يا حيا لا يموت يا حي لا إله إلا أنت يا ذا الجلال والأكرام يا أرحم الراحمين، أربعين مرة، ثم ضع خدك الأيمن فتقولها أربعين مرة، ثم ضع خدك الأيسر فتقولها أربعين مرة، ثم ترفع رأسك وتمد يدك فتقول أربعين مرة، ثم ترد يدك إلى رقبتك وتلوذ بسبابتك وتقول ذلك أربعين مرة، ثم خذ لحيتك بيدك اليسرى وابك أو تباك، وقل : يا محمد يا رسول الله أشكو إلى الله و إليك حاجتي، وإلى أهل بيتك الراشدين حاجتي، وبكم أتوجه إلى الله في حاجتي، ثم تسجد وتقول : يا الله يا الله ـ حتي ينقطع نفسك ـ صل على محمد وآل محمد وافعل بي كذا و كذا، قال أبو عبدالله (عليه السلام) فأنا الضامن على الله عز وجل أن لا يبرح حتى تقضى حاجته)).
ودمتم بحفظ الله ورعايته.