logo-img
السیاسات و الشروط
( 22 سنة ) - سوريا
منذ سنة

البحث عن الحب والقبول في الحياة

انا بنت عمري ٢٢ سنة لكنني قبيحة فلم يأتي اي احد لخطبتي في كل حياتي وهذا الشيء اثر كثيرا في شخصيتي اخجل ولا امتلك الثقة بنفسي ولا استطيع مواجهة احد اشعر انني اقل شأنا منهم جميعا لا استطيع مواجهة احد حتى انني لا اطيق النظر الي اتجنب كل شيء عاكس حتى لا ارى انعكاسي و مدى قبحي ادعوا الله كثيرا ان يحبني اي احد ولكن انا اشعر ان حتى الله لا يحبني لماذا خلقت لاتعذب في الحياة والاخرة انا حتى لا افهم سبب وجودي


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أهلاً وسهلاً بكم في تطبيق المجيب الأُخت الكريمة: رفع الله شأنكِ وزادكِ شرفاً وعلماً. من ملاحظة الأسلة السابقة التي توجهتِ بها إلى التطبيق فقد لاحظتُ أنَّكِ فتاة متعلمة وفاهمة وذات دين وأدب وهذا كله لا ينسجم مع ما وصفتِ به نفسكِ في بداية السؤال ولا نرضى مطلقاً أن تصفي نفسكِ بذلك. أختنا الكريمة: لا تقاس قيمة الإنسان بطوله ولا بعرضه ولا بلونه ولا بماله ولا بجماله ولا بحسبه أونسبه، وإنَّ المقاييس التي يتعامل بها الناس مع بعضهم البعض ليست مقايساً صحيحةً على الدوام فبعض الناس لا يهمها سوى المال وبعضهم لا يهمهم سوى الجمال وآخرون يُقَيِّمون الناس على حسبهم ونسبهم وجاههم وما يمتلكون من مناصب أو غير ذلك من الأشياء التي تزول بمرور الأيام وإن طالت ، وما ذلك إلّا قصوراً في النضر وضيقاً في الأُفق، ولكن حينما نأتي إلى القرآن وهو كلام الله المجيد فإننا نجده يعلما كيف نُقَيِّم الآخرين ونضعهم في منازلهم وذلك حينما نجده يقول: ( يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْناكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَ أُنْثى‏ وَ جَعَلْناكُمْ شُعُوباً وَ قَبائِلَ لِتَعارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّـهِ أَتْقاكُمْ إِنَّ اللَّـهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ ) {الحجرات ١٣}. فنجد أنَّ الله تعالى يُكرم الناس على ما عندهم من تقوى بغض النضر عما عندهم من صفات أُخرى، وما ينبغي أن يكون عليه الناس في تعاملهم مع بعضهم البعض هو نفس هذا الخلق القرآني العظيم ، فلذلك ورد في الآحاديث والروايات الشريفة الكثير من الحث على مراعاة هذا الجانب وأذكر لك أُختنا الكريمة بعض ذلك فيما يتعلق بشأن الزواج: فقد روي عن رسول الله صلى الله عليه وآله أنَّه قال( من تزوج امرأة لا يتزوجها إلا لجمالها لم ير فيها ما يحب، ومن تزوجها لمالها لا يتزوجها إلا له وكله الله إليه، فعليكم بذات الدين). وروي عنه صلى الله عليه وآله: ( لا تزوجوا النساء لحسنهن، فعسى حسنهن أن يرديهن، ولا تزوجوهن لأموالهن، فعسى أموالهن أن تطغيهن، ولكن تزوجهن على الدين). وروي عنه صلى الله عليه وآله: ( تنكح المرأة على أربع خلال: على مالها، وعلى دينها، وعلى جمالها، وعلى حسبها ونسبها، فعليك بذات الدين). وعنه صلى الله عليه وآله: ( إذا جاءكم من ترضون دينه وأمانته يخطب [إليكم] فزوجوه، إن لا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير). وروي عن مولانا الإمام الرضا عليه السلام: ( إن خطب إليك رجل رضيت دينه وخلقه فزوجه، ولا يمنعك فقره وفاقته …). ونلاحظ في هذه الروايات أن لا قيمة حقيقية لغير الدين والخلق في مسألة إختيار الزوج أو الزوجة، وهذا ما أراد الإسلام أن يربي عليه أتباعه والمؤمنين به ولكن وللأسف الشديد قد ترك الكثيرون ذلك وتمسكون بغير ما أمرهم به الدين الحنيف. وعليها فلا يصح أن ينظر أيٌ منا إلى قيمته وقيمة وجوده إلّا من خلال ما صورته لنا الشريعة المقدسة ولا عبرة بتقيمات الناس ما لم تكن متطابقة مع تلك الرؤية الدينية الناصعة. أختنا الكريمة: أُنظري إلى داخل نفسكِ وكم فيها من حبٍ لله تعالى وحبٍ للخير وحبٍ للفضيلة وكم فيها من بغضٍ للشر والرذيلة، حينها ستعرفين قيمة نفسكِ وقيمة وجودكِ في هذه الحياة وهل أنتِ أقل شأناً من الآخرين أم أنكِ الأفضل من بينهم، فالإنسان لا يوزن إلا بميزان الفضائل والمعرفة والعلم والأدب وحب الله تعالى والقرب منه وما عدى ذلك فكله سراب. إن رأيتِ في نفسكِ طاعة لله تعالى وحباً له وحباً للعلم والفضيلة وبغضاً لكل ماهو شر ومكروه في نظر الشريعة فأعلمي أنَّ الله تعالى يحبكِ ويريد بكِ الخير، فقد روي عن مولانا أمير المؤمنين عليه السلام أنه قال: ( إذا أحب الله عبداً رزقه قلباً سليماً وخلقاً قويماً). وحينها عليكِ أن تعتزي بما تملكينه وتحافظي عليه فإنه جوهرة ثمينة لا يمتلكها الكثيرون، ولا تنظري إلى المقاييس التي يتعامل بها الناس مع بعضهم البعض إلا بمقدار ما يحفزكِ على التقدم وتطوير الذات وتقويمها. وأعلمي أنَّ الكثيرين ممن وهبهم الله المال والجمال الذي تُسحر به العيون لا يمتلكون ذرة من حب الله تعالى وإنما كان مالُهم وجمالُهم إبتلاء لم يوفقوا في تجاوزه بنجاح. وقد قال الشاعر: وَلا خَيرَ في حُسنِ الجُسومِ وَطولِها إِذا لَم يَزِن حُسنَ الجُسومِ عُقولُ. ومما روي عن أمير المؤمنين علي عليه السلام: (إلهي ، كفى بي عزاً أن أكون لك عبداً ، وكفى بي فخراً أن تكون لي رباً ، أنت كما أحب فاجعلني كما تحب) ( قيمة كل امرئ ما يحسنه ، وما هلك امرؤ عرف قدره) فتأملي تلك الكلمات وأفهميها جيداً ستعرفين حقيقة نفسكِ وقيمة وجودكِ في هذه الحياة وهل أنَّ الله تعالى يحبكِ وهل أنه أرد لكِ السوء أم أنَّه أراد بكِ الخير، فان وجدتِ في نفسكِ شيئاً من حب الله تعالى والرضا عنه فلا تخجلي أبداً من نفسكِ وازدادي بنفسكِ ثقةً وأنظري إلى نفسكِ في المرآة وأسمعيها قول علي عليه السلام( (إلهي ، كفى بي عزا أن أكون لك عبدا ، وكفى بي فخرا أن تكون لي ربا ، أنت كما أحب فاجعلني كما تحب) وبعدها لا تهتمي إن جاء إليك خاطب أو أنَّه لم يأتي فما يختاره الله لكِ يقينا هو الخير، ثم توكلي على الله تعالى وأسأليه أن يرزقكِ ما فيه صلاح دينكِ ودنياكِ فإنَّ الخير كله بيده وهو لطيف بعباده وهو أرحم الراحمين. ثم تذكري كثيراً من النعم التي حباكِ الله تعالى بها والتي من أهمها نعمة العقل والعافية والتي حُرم منها كثير من الناس ممن تعرفينهم وممن لا تعرفينهم، فكم من مجنون يهيم في الأزقة وينام في الطرقات وأنت في عافية من ذلك كله ، وكم من مريض لايقوى على القيام قد عجز الاطباء عن مداواته وملَّ الاقربون من مداراته وأنت في عافية من ذلك كله، وكم من اعمى أو مشلول أو شريد مطارد قد فقد الأمن والسلامة وأنت في عافية من ذلك كله، والأشد من ذلك كم من ضال عن طريق الحق متمرد على الله جاهل أضاع طريقه وأنتِ بحمد الله في سلامة من ذلك كله . فأشكري الله تعالى على نعمه واسأليه المزيد: ( وَ إِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّـهِ لا تُحْصُوها إِنَّ اللَّـهَ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ ). {النحل ١٨} أدعو الله أن يريكِ الخير ويرزقكِ مافيه صلاح دنياك وآخرتكِ. دمتم في رعاية الله وحفظه.

1