logo-img
السیاسات و الشروط
علي بن عمار - الجزائر
منذ 5 سنوات

 الدليل العقلي على غيبته (عجل الله فرجه)

لو سلمنا جدلاً بصحّة ما تقول الاثنا عشرية بأنّ صلاح بني آدم لا يكون إلا بإمام معصوم. فما الفرق بين: أن يفتقدوا الإمام المعصوم بوفاة الرسول(صلى الله عليه وآله)، ومن ثمة بيعة غير المعصوم كأبي بكر وعمر وعثمان الخ... ما الفرق بين هذا وبين أن يفتقدوا الإمام المعصوم بغيبة الإمام الثاني عشر التي مرّ عليها الآن أكثر من عشرة قرون، وهو ما دعا بعض الشيعة للقول بولاية الفقيه غير المعصوم. فهل تعتقدون أنّ الله تعالى أهمل عباده بموت الرسول(صلى الله عليه وآله) أو بغيبة الإمام، إذ الحدثان وضعا نهاية للحاكم المفرد المعصوم، طبعاً هذا كله لا يستقيم ومصلحة الأمّة لو كانت متوقّفة على المعصوم لما مات الرسول(صلى الله عليه وآله)، أو على الأقل لما غاب الإمام الثاني عشر! ولهذا قول أهل السنة أقرب الى العقل والنقل: صلاح الناس بأمرين: نصوص الوحي من القرآن، والحديث الصحيح، لا سيما المتواتر منه، مع اعتماد الشورى، وقد قال رسول الله(صلى الله عليه وآله): (لا تجتمع أمّتي على ضلالة)، هذا هو الصحيح! خاصة وأنّ الإمام المعصوم سواء كان الإمام عليّ(رضي الله عنه)، أو من بعده لا ينزل عليهم الوحي باتفاق الشيعة والسنة، فالنبوة ختمت بمحمّد(صلى الله عليه وآله))، والدين اكتمل بصريح القرآن، فما الحاجة الى المعصوم هذا؟! وإن محاورة ابن عباس وغيره ممّن تثق بهم الشيعة أنّ محاورتهم للمعصومين في اعتقاد الشيعة لا تدلّ على أنّهم كانوا يعتقدون فيهم العصمة.


الأخ علي المحترم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الفرق أنّ الإمام موجود وهو يرعى الأمّة من وراء الكواليس. ولكي تتّضح الصورة نضرب مثالاً: هناك فرق بين الدولة التي لا تمتلك جهازاً مخابراتياً أصلاً وبين الدولة التي تمتلك جهازاً مخابراتياً، ولكنّه غير ظاهر للعلن، فالساذج يرى أنّ هناك تشابها في كلا الحالتين، لكن العالم بأسرار ما تعمله تلك الأجهزة يعرف الفرق. ثمّ إنّ إرجاع الإمام الأمّة إلى العلماء العدول في فهم أحكام الشريعة، كان بعد تكامل الشريعة بوجود النص الصادر من المعصومين الكافي لفهم أحكام الشريعة، وهذا ما لم يكن موجوداً لو لم تكن الإمامة موجودة بعد رحيل النبيّ(صلى الله عليه واله وسلم)، حيث لم تحفظ الأمّة عن النبيّ ما يكفي لفهم أحكام الشريعة، لذا انحرف المخالفون عن خط أهل البيت(عليهم السلام) بالعمل بتعاليم بعيدة كلّ البعد عن الأحكام الشرعية الحقّة. ودمتم في رعاية الله

3